الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

الله لايبين غلاكــم



في احيان كثيرة وكثيرة جداً .. نجد اننا مقصرون في حق من نحب ليس لأننا مهملون .. أو لأننا جعلنآهم في اخر القائمه لانهم يحبون ويعفون ويصفحون .. لا اعلم لماذا هذا الطبع موجوده وكان البشر قد فطرو على هذا الشـي فـ فلانه أو فلان من النآٍ انسـان طيب محب لنآ يسـامح ويعفو ويصفح ليس لانه ضعيف أو لانه محتاج لنآ بتلك الطريقه وبتلك الشده انمآ لانه يحبنا فقط ودافعه فقط الحب لاشي اكثر .. وهل هناط دافع للتسامح اذا لم يكن الحب نفسه .. نادرون أولائك الذي يتخلون عن تلك الصفه ويقدرون تسامح الاخرين بطريقة جداً راقيه .. اعود لـ سابق كلامي .. فـ التقصير أو الشعور به رغم انه غير موجود ولكن هذا الشعور يتولد لدينآ فقط لأننآ نشعر ان كل مانقدمه لايعبر لايستطيع تحقيق الرضا عن مانريد تقديمه .. فنستهلك كل تلك العبارات التقليديه .. ونبحث عن مزيد .. نمزجها مع بعضها لعلنآ نحصل على مركب سحري معين .. فـ يقولون ان اغلب الاشياء كانت موجوده في السابق وكل ماعمله الانسآن هو اكتشاف ان تلك العناصر عندما تختلط بـ الاخرى فأنها تعطي مفعول مختلف تماماً لو اختلطت بـ اشياء اخرهـ وحتى الانسآن الذي اراه عنصر في تلك الطبيعه يمتاز بتلك الميزهـ .. فـ رايتها مبتسمه متجددة النشـاط متفأئله .. تسأعد تبتسم .. تستبشر بأن الغد سيأتي مشرقاً لو ازاد ظلام اليوم .. وفرقتنآ الحيـاة .. عدت بعد مدة وجدتها سواء الوجه عابسه ترا الدنيآ بـ سواد شديد وتعمل بكسل اشد .. لم اتأخر بسؤالها من تكون تلك صديقتك الجديده ؟
فـ بالمخالطة نتأثر ونؤثر أيضاً .. ليس المهم أن اخالط المميزين والعظمـاء ليتركو اثر مميز في حياتي .. ولكن الاهم هـو هل انـا اترك هذا الاثر في قلوب الاصدقاء وفي حياة من حولي !؟
وهل ترك اثر ايجابي في حياة صديقة يعتبر عمل مريح نفسياً ويعتبر انني استطعت ان اقدم شي يرضني لـ اكون مقتنعه انني استطعت التعبير لها عن مكانتها لدي ..
كـانت جدتي تقول دائماً : عسـاكم دائماً رخـاص .. قد يبدو هذا الكلام مزعج وغير معبر عن اي عاطفة .. ولكن في معانه ان العواطف والحب الحقيقي لـ اي شخص تظهر في وقت الازمات ربما بفقده بمرضه بمروره بمشكله معينه لذلك دائماً ماتقول ايضاً ربي لايبين غلاكم ..
والله لايبين غلاكم

*لما ابتدى مـاجد المهندس وقـال كل كلمة وكل حرف وكل احسـاس .. قاصره توصف شعوري .. بدات اكتب وقلت سـ انتهي قبل ان ينتهي المهندس .. وفعلاً انتهيت وهـو يقول : يـا امانيا تعالي شـاركينـا وشوفي حالي ..

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

..| نصيب | ..







نصيب .. رجل أستطيع أن أقول أنه تجـاوز الخمسين سنه من عمره ببساطه أو هكذا بدا لي , رجل أسمر الوجه .. أجعد الشعر قد بدا على شعر وجه البياض .. رغم التجاعيد التي كانت تملئ وجهه إلا أنه كان مبتسم . . ومبتسم دائماً


نصيب .. كنت أراه كلما أخذنا أبي إلى مزرعة جدي رحمه الله .. كـان جدي يحبه جداً .. ويقربه منه ..
أتذكره وهو يفضّل الجلوس على الأرض بدلاً من تلك الكراسي التي يقول أنها لم تصنع لنا نحن أبداً .. كنت في كل زياره لتلك المزرعه أذهب مع "نصيب" دون خوف ..


أسرع أليه بعدما يطلب منه جدي ذلك .. وأمسك بيده الخشنه جداً وأمشي .. كان يغني ويقول أبيات من الشعر .. ويقف ويشرح لي عن كل تفصيل من تفاصيل تلك المزرعه .. يبدو أنها كانت تهمه جداً وتعنيه بشكل خـاص .. أحياناً يحملني فوق كتفه ويقربني من أي نبات قد أثمرت فاكهته ويطلب مني أن أقطف وكنت في غاية السعاده من ذلك الفعل ..
وأحياناً كان نصيب يجلسني على جدار صغير كان بداخله أنبوب يضخ المـاء بشده إلى حوض صغير ينطلق منه مسـار بتدفق قوي جداً يقل كلما كثرت المسـارات المتفرعة منه .. كما هي حياتنا وإهتماماتنا عندما تزداد فإن حماسنا يقل أكثر وأكثر .. ولهذا قال بعض العرب "صاحب بالين كذاب" ولكن وبنظرة أخرى .. قد يكون هذا نافعاً جداً لأن بعض الأمـور تفسد لو تدفقنا عليها بإهتمام بالغ كما هي الحال مع بعض النباتات التي شرح لي نصيب أنهآ تحتاج لـ الري بطريقه بسطيه جداً لـ تعيش ..


كنت أحب مجالسة "نصيب" وأجد في أن الرحله تلك من دون نصيب لاتعني لي أي شـي أبداً ..


حتى أنني أتذكر اني غضبت بشده على ذلك الرجل الذي بدأ بهيئة غريبه .. ولهجة مميزه عندما قال لـ جدي أن نصيب "غبي" فكيف يرفض أن يخرج ببيت مستقل ويعيش حياته الخاصه بعدما عرضت عليه ذلك ..
كنت أتمنى أن أصرخ وأقول أن نصيب ليس بغبي أبداً .. وأنه وفي وبشده .. لماذا نتلاعب بـ ألفاظنا بطريقه غير سويه ! لماذا نفسر تصرفات الاخرين ونصدر الاحكآم عليهآ كمآ نراها نحن دون رحمه ومراعاة أكثر..


نصيب أحب المكان الذي عاش فيه .. من حقه أن يقضي بقية عمره هنا ..
كيف ستصبح المزرعه بدون نصيب .. ومن سيهتم بها رغم وجود العدد الهائل من العمال .. نصيب فقط هـو من يرعاها بحب دون أن ينتظر مقـابل .. وبشيء من الأنانيه فكرت ماذا ستكون رحلتي لـ المزرعه لو غادر نصيب .. وكيف ستكون سعيدهـ ؟


كبرت ولم أعد أذهب للمزرعه بصحبة والدي ..ولم أعد أخرج لـ التنزه بـ رفقة نصيب ..
تغيرت كثير من الأمـور من حولي .. ولكن نصيب لم يغيب عن بالنا أبداً .. ليس المهم أن يكون الشخص بحد ذاته إنما قد يكون اللفظ أيضاً ..


مثلاً ..... عندما تروي عمتي قصة تلك الفتاة الجميله والرائعه التي تزوجت وبعد عدة أشهر إنفصلت عن زوجها وتختمها بحزن وتقول "نصيب" لا أعلم لماذا جمعت بين الحزن وإسم "نصيب" فـ تلك الفتاة بعد عدة أشهر تأتي عمتي وتقول لنا مره أخرى أنها تزوجت من ذلك الشاب الرائع الذي لولا طلاقها السابق لما إقترنت به أصلاً .. وتكمل حديثها لتقول بـ إبتسامة هذه المره "نصيب" شعرت أن العدل قد سـاد الآن وأن نصيب إسترجع حقه المهضوم ..


و تمآماً كمـا حصل مع ابن عمي قبل سنوات عديدهـ عندما لم يتم له القبول في القسم الذي كان يطمح أن يتخصص فيه .. وإتخذ مسـاراً مختلف كلياً والكل قـال أن هذا "نصيب" ولكن يقولونها بحزن شديد وكأنه لو سنحت لهم الفرصه لـ ضرب نصيب لـ فعلو ..


ولكـن بعد سنوات وحصوله على درجة الدكتوراه في هذا التخصص يعترف أنه لو دخل القـسم الذي كان يطمح إليه لمآ وصل إلى هذا المستوى أبداً أبداً .. هو الآن يشكر نصيب بطريقة غير مبآشرهـ ..




مرت الأيام .. ورحل نصيب بعد رحيل جدي بـ أشهر ربما سنه وعدة أشهر لا أتذكر فـ علاقتي مع حساب الأيام غير جيده فـ هي ليست على وتيرةٍ واحده .. ربما هي تسرع أحياناً وتكون بطيئه في أحيان أخرى .. ولكـن رحيل نصيب .. وحفيد جدي .. جعلني أتخيل جدي كـ عامود خيمه يتوسطها عندما وقع بدت أركـان تلك الخيمه بالتسـاقط الأقرب فـ الأقرب .. رحمهم الله جميعاً ..




ماجعلني أحكي لكم عن نصيب -الذي لم يغب عن بالي يوماً-.. هـو ماحصل من تذكر لـ أحداث الطفوله في أيام العيد المـاضيه .. عندما تحدثنا عن نصيب والمزرعه وشجرة العنب وتلك الأرانب .. بدأنـا نضحك .. نتذكر .. نترحم ...
كانت مجموعه من التجـارب والذكريات .. إلا إبنة عمي كانت صامته وقـالت بندم أنها حرمت نفسها من كل هذا فقط لـ كونها تخاف نصيب لم تكن تريد الذهاب معه .. لأنه غريب لم ترتاح لـ شيء غريب فـ خافت وفضلت أن تجلس ..
لم تكتشف أن خلف ملامح نصيب روح طاهره .. وأنه مع يده الخشنه قلبه طري جداً .. يبكي عندما تأن تلك النآقه لفقدها إبنها ..
حكمت بسرعه على "نصيب" وخسرت ذكريات لايمكن أن تعود ..
وتجـارب لايمكن أن تعيشها وتكتشفها الآن .. ندمت ولكـن هي كبرت ونصيب إنتقل إلى رحمة الله .. فـ هل ينفع أن تندم الآن ؟!