الأحد، 8 نوفمبر 2009

مذكرات شجرة



أمطار مياه نقيه عذبه تعبر اوردتي تدغدغني بحب بشوق بـ لهفه اشتم رائحة الندى يعجبني هذا الشتاء رغم قسوته فـ هو يجددني
وكانه هذا البرد كتب لـ يأتي معه المطر فـ لابد من شدة بلين ! أشعر بوحده قاتله تنتابني فـ كل شي بحالة سبات عميق الكل يبحث عن طاقه ليحصل على تجديد
البعض مختبئ لكنه لايتحمل تلك القسوه ولكنه استعد لان يختبئ من قبل أما انا فـ سأبقى واقفه ربما سيكسوني بعض البياض الذي يزيد من اخضرار اواقي بالغد
فـ اوراقي اليوم رغم قسوة البرد مازالت فرحه بقطرات الندى التي تحتاجها لـ تكبر لـ تخضر !
سأسقط بعضاً منها لـكي لا أمـوت فـ سأضحي بالقليل لـ احضى بالحيآة .


يوم مشمس على غير العاده ولكن هذه الشمس رائعه لطيفه لها درجه حراره رقيقه على اوراقي
لا اشعر ببروده قارصه تجمد اطرافي ولا اشعر بـ ثقل ابيض يحط عليها .. يبدو أن هذا البياض قد بدأ بالذوبان أشعر بـ أنفاس صباحية رائعه تحمل رائحة الفل والياسمين .. ربما اشعر ان هذه الرياح العليله ليس سواء شي يدلل تلك الكائنات بعد برد دائم وفترة قسوه !
الآن اشعر وكأن الحيـاة عادة للجميع .. ليس لي أنـا فقط ..
فترة نقاهه رائعه احتاجه لابهو لـ اري الكل ان أوراقي الخضراء مازالت ناصعه سأتباهى بها سأغدو كـ البدر في حالة تمامه
لست انآ التي كانت بـ الامس تتنازل عن بعض أوراقهآ لـ تحمي نفسهآ من الموت ..
لم أعد تلك التي يغطيهآ البياض .. لـ يكون لونهآ ابيضاً ناصعاً بدلاً من الاخضـر ..
الآن .. ستتفتح الازهار بين اغصاني ساشعر ان هذا هو الوقت الانسب لاصل الى قمتي لازاد طولاً !
فـ الكل سيستفيد من ثمري ومن ظلي .. سيلعب الاطفال ويأتي العشاق ليدونو ذكريات على جذعي ويرحلون
ولايأتو بمثل هذا الوقت من العام القادم لا اعلم لماذا ؟
في فصل الربيع اكتسي حلة جديده بعد ان اعطاني الشتاء القاسي مصدري لـ انمو هنا


اليوم تزداد الشمس قسوه ! ليست هي بـ شمس الامس الرائعه .. كم هي متسلطه بالفعل !
يأتي الناس لـ يحتمو عنها تحت ظلي ولكن أنا من يمنع ورقاتي منها ؟!
فـ هم يروني شـامخه واقفه بكل قوة لايعرفون ماذا اعاني فـ يلجئون لي لـ يحتمو بـ ورقاتي وطولي ..
يبدو أن فصل الربيع قد رحل وأتانا فصل الصيف كمايبدو ! ستأتي رياح حارقه ملتهبه تعصف على ارواقي تمتص كل قطره ماء وكل ندى موجو فيها .. ستكون جافه قاسيه تخلو من الرحمه تماماً ..
ولكن لن استسلم للظروف لتلك الرياح أو لتلك الشمس ! سأدافع واحاول ان اعيش وكيف والناس يرون انني القوية الصامدة ..
سأتعب سأورث اوراقي بعضاً من الالم سأتنازل عن البعض الاخر .. سأفقد السيطره ربما ! لن استطيع ان اكون بذالك العطاء
فقلت الموادر تمنعني شعور بالذنب يقتنلي ! كم أهره هذا الصيف يأس وبؤس ! في أن واحد
الكل ينظر الي بنظره شفقه ورحمة
لا يعلمون أننا تلك الخضراء قبل اشهر والان لم اعد كذلك ..


مرت الايام ولكن مازلت .. شجرة قويه في فصل الخريف تهب الرياح العاتيه وتقف صـامده يتساقط منها كل ماهو سيء حامل معه كل مايضرها ليتلاشى تحت ظلالها
هذه انـا سيتلاشى كل ماسقط مني الى بطن الارض وربما تحمله الرياح ليكون عرضة لـ أقدام البشر! المهم أنني لم أخسر أوراقي فكـل ماسقط يستحق ذالك
فـ هو يحمل بقايا تجربة مريرة .. مررت بهآ قبل مدة وحاولت العيش .. والآن سأتخلص من كل تلك المخلفات ..


هي دورة حيات تعترينا كل مره نحاول أن نكون بـ فصل واحد ولكن لانستطيع فـ هناك قوانين الاهيه تجبرنا على التغيير .. نتخيل اننا في كل مره قد كسبنآ الخبرة الكافيه .. ونكتشف في السنه الجديده ان تلك الخبرة نافعة ولكن ينقصنآ الكثير .. فـ نكبر وتتغير نظرتنآ وتزداد تجاربنآ وخبراتنآ ..

فرق توقيت



الساعه الآن تشير الى الثالثه فجراً .. تمكنت من النوم اخيراً فـ غداً يوم شـاق .. والاستيقاض سيكون مبكراً جداً .. وما ان بدا النوم يقوم بـ ترتيباتها الروتينيه مع جسدي الملقى على السرير واذا بـ جهازي الصغير يصدر صوتاً يجعله يهرب خوفاً دون ان يتخطى ترتيباته الأوليه وينتقل للمرحلة الثانيه .. اصابني ذالك بـ مزاج متعكر ونظرت لـ شاشة الجوال التي تحمل رسالة جديده وقلت لعل الامر مستعجل أو خبر سـار .. واذا به مجرد اعلان من شركة معلنة لاتمت لي بـ اي صله !!
آهـ من تلك الرسائل الاعلانية التي تصل الى بريدي بشكل مستمر .. وفي اوقات لا ارحب فيهاً ابداً .. فـ في بعض الاوقـات اكون غير مستعده لـ استقبالها ... وإنما انتظر خبر مهم جداً لـ اتفاجئ بمن يرسل لـ يطلب مني الاشتراك لـ اعرف اسرار الجمال والسيارات ونقصان الوزن .. وربما يغريني لـ اشترك لـ احصل على المزيد من الابيات الشعريه .. واخر الاخبار .. ومازال العرض مستمر دون طلب ...
ظللت تلك الليله سـاهره لوحيد بعد ان غادر النوم مسرعاً هرباً وفزعاً ..
وايضاً هنآك ليلة اخرى قضيت سهرتهآ وحيدهـ .. لهروب النوم ايضاً ولكن ليس السبب رسائل الاعلانيه .. بل زميلة لم تحسن اختيـار الوقت الصحيح .. وهنآ تكمن مشكلة اخرى ..
هي تنعم بـ اجازة مطوله مازالت مستمره رغم أن لتخرجنآ سنه وبعض الاشهر الا أنهـا ترا ان هذا الوقت غير كـافي لـ اخذ القسط الازم من الراحه .. وبمآ انهآ تنعم بـ اجازة مطوله فـ مقاييسهآ لـ الوقت .. مختلفة تماماً ولكنهآ لاتراعي فروق التوقيت .. فـ دائماً ما اتفاجئ بهآ متصلة في وقت متأخر جداً من الليل .. لـ اجل السؤال عن الاحوال والاخبآر .. وتبادل اطراف الحديث .. ورغم ان صوت الطرف الاخر -أنـا- قد اوضح بشكل كامل انني استيقظت من نوم لم يدم وقت كافي الا انها لاتزال مستمره في التعليق والضحك في شكل متوالي .. وتطالبني بـ التعليق عن بعض الاجزاء التي تسردهآ واكون في وضع غير قـادر على التركيز .. بعد ذالك تغلق بعد ان تقول .. كنت اعاني الملل و قلت ساتصل ان كانت نائمه يجب ان يكون جوالها في وضع مصمت ! وبعدها تغلق لـ تبحث عن ضحية اخرى .. وبما ان النوم قد غادر بلا رجعت .. اقضي هذه الليله ايضاً ساهره وحيدهـ ..
والمشكله فرق توقيت !

ضريبة البر ..||




محمد .. رجل طرق ابواب الـ 30 من عمره لم يتزوج بعد .. فهو يرى ان الزواج رفاهية هو ليس بـ حاجتها فكونه الأكبر المسؤول عن 4 شباب و اختين .. جعل اخر همه ان يفكر في نفسه ..
عمل بكل جد واجتهاد ليؤمن لقمت عيش لـ اخوته تكفل لهم راحة البال .. وبعد ان كبرو وجد من العيب ان يتركهم بعد حصولهم على وظائف مروقه فقط .. بل هو بحاجه لـ ان يزوجهم بعد ذالك يتفرغ لـ نفسه .. تمر الاعوام بسرعة .. مستغلة انشغال محمد بدون ان يحسبهآ وكان هو يشعر بالسعادة والرضا وهـو يرا بقية اخوته .. فهد .. سعد .. سلطان .. حمد .. نورة .. جواهر .. متزوجون ومستقرون في منازلهم .. كان شقيات محمد مصرات على تزويجه وفي كل مرة تقدم له المغريات ..ليختار زوجة المستقبل .. ولكنه يرفض ذالك بشكل قااطع ولايجعل هنآك اي مجال للنقاش ..
رغم ان محمد كان رجل صاحب مال .. ومكانة اجتماعية بسمعة جيده جداً .. تجعل فرصة في الزواج مستمرة رغم تقدمة في السن .. ولكن محمد .. نسي هذا الموضوع ووجد في ابناء اخوته ابناء له .. وسخر نفسه من جديد لـ يقوم بدور الاب الثاني لهم وكانه يعيد تجربة من اخوته .. وكان يراهم كـ احفاده تماماً ويشعر تجاههم بشعور الاب ..
مرت الايـام .. لحين مافكر فهد في ان لايكتفي بدخل مادي ثابت يحصده من وراء راتب تلك الوظيفه .. وبحكم أنه الاقل من بين اخوته فـ قد جعل ذالك محمد يميل اليه بشكل اكبر ويتقنع بسرعه بان يكون الممول الاساسي له بـ مشروع تجاري اقترحه عليه .. وبدا محمد في عملية التمويل وتغطية الخسـائر .. ولكن خوف من جرح مشـاعر اخيه لم يطلب منه اي اثبات بانه الممول الأول في هذا المشـروع والمدير الذي يديره من خلف الكواليس .. كبر فهد وكبر هذا المشروع وكبرو ابناء فهد الذي بخل بـ اسم محمد ولم يمسي اي واحد منهم على اخيه كـ نوع من التكريم له كما اعتدنآ .. مرت السنوات ومازال محمد هو الممول لـ فهد واخوته وابناء فهد .. ويرا فيهم حياته وسعادته .. وبما ان القدر يخفي الكثير الذي نجهله فـ في مساء ذالك اليوم .. انتهت حياة فهد .. بأمر من الله سبحانه وتعالى .. ايقضوه ولم يستيقض فـ قد نفدت كل لحظات حياة وخرجت انفاسه الاخيره قبل ان يستيقض حزن الجميع وبالاخص محمد وكانه فقد بصره .. فـ هو اب لهم وليس مجرد اخ .. ذهبت ايام العزاء وعاد الجميع لـ يعيش حياتهم بفضل النسيآن الذي كان غير وافي مع محمد .. واعتقد ان محمد اخذ كفايته من نسيان ذاته وسنوات حياته .. وبخل ان يمنحه المزيد في هذا الوقت الذي هو بحاجه لـ "مزيد" من النسيآن ..
وبما ان النسيآن يحتاج لـ شي قوي جداً ليدخل حياتنآ ثم ننسـى فـ اتى هذا الشي لـ حيآة محمد .. حينما زارة اخوه سلطان في المسـاء يخبره عن مافعل ابناء فهد في ذالك المشروع وأنهم سيهدمون ماكانو يعملون عليه طوال تلك السنوات لـ صغر السن وقلت الخبرهـ ..
تحرك محمد ليس لان تلك امواله .. بل لانهآ .. اموالهم وهم ابناء الغالي .. الذي يعتقد انه مسؤول عنهم الان .. ولكن حصل مالم يكن يتوقعه .. وهو انكـار تام لـ العم محمد وعاملوهـ بمبدا "من تدخل فيما لايعنيه وجد مالايرضيه " دون احترام لـ فارق السن .. وانه صاحب الفضل ..
غادر محمد المكـان ... يسير على اصوات الكل يلمونه لعدم اتخذاه اي اجراءات رسميه وعدم حيـازته على اوراق رسميه تستطيع ردع فعل هولاء الصـغار لـ استعادة حقه منهم ..
وكان يرد ولكن بينه وبين نفسه .. الموت أرحم من اقف مع ابنائي امام القضـاء! لو كانت لدي تلك الاوراق لـ بللتهآ وشربت مائهآ اسهل بكثير من ذالك الموقف .. مرت السنوات .. ولم يقصر محمد في العطـاء مع الكل مازال يمآرس دور الاب حتى بعد مرضه .. وكبر سنه .. لم يكن الكل جاحداً لـ فضله .. ولا الكل وفي له .. وبينمآ هـو جالس يفكر فيما مضى من عمرهـ وكيف يكون حساب السنين بطريقة صحيحه .. يدخل الصبي الذي استاجره لـ خدمته .. ويقول ان هنآك ضيوف لا يعرفهم فـ هو يراهم لـ اول مره منذ وصوله اي منذ الـ 3 سنوات ..
دخل ابناء فهد منزلي الراس يقبولن يد وراس عمهم محمد .. ويعتذرون .. فرح الاخر وشعر انه لابد ان تجد في كل انسـان شي طيب ولكنه يحتاج لـ ان يستيقض ولكن ياترا ماذا ايقض الطيب في صدورهم ..؟! لم يطل سؤاله فـ بادر كبيرهم بـ الكلام .. انهم خسرو كل شـي وانه يوجد مديونيات كبيره على ذالك المشروع .. وانه سيحاكمو أن لم يقف معهم ويسـاعدهم فهم لايريدون ان يدخلو السجن بـ التأكيد ..
نزلت دمعة من العم محمد .. وامر باحضار حقيبته السوداء .. فـ مازالو ابناء اخوة ويحملون اسم العائله

إرتباط دائم



كنت هنآك امارس احدى طقوس الترفيه والاستجمام برفقتهم نضحك ونتبادل اطراف حديث الذكريآت .. مررنا باكثر من مكـان نتنقل كلمآ شعرنآ بـ الملل .. أو اجبرتنآ الحاجه على تغيير المكآن .. فـ الجو رائع جداً يساعد ان نيسر ونرحل ونتحرك .. الا ان صادفتهمآ كانتا قريبتنا جداً من بعضهمآ البعض يتبادلا اطراف الحديث .. وتمسك احدهمآ بيدهآ قمع الكريمة المثلجه ويتناوبان بتناولهآ بضحك .. استغربت تصرفاتهمآ واقتربنآ اكثر .. رايتهمآ عن قرب .. لم يكن خيار الجلوس بقرب بعضهمآ البعض خياراً بالاساس بكل كان اجبار .. نظراً لكونهمآ توام سيامي ..!
تبادلنآ الابتسامات ومن ثم غادرنآ المكآن .. التفت للخلف ومن ثم ابتسمت لهمآ مره اخرى .. ولوحت لهآ بيدي واشارت احداهمآ لي بقبله وردت تلويحي بشكل لبق جداً ..
مازال منظرهمآ و وضعهمآ يسيطر على كامل تفكيري .. فلا اعلم ! فـ صورتهما بالقرب من بعضهما جلعتني افكر في كل تفاصيل حياتهم العاديه ..
كان انتظار الفجر امراً ممل رغم ان الوقت كان سريعاً .. وبعد الفجر وبزوغ الشمس جلست ارقب الساعه تشير لرقم بعد اخر بعد ممل وبطيئ .. الا ان اتى الوقت المناسب خرجت الى هنآك حيث رايتهمآ بالاسم وجلست على نفس ذاك الكرسي وبدات ارقب المارين والجالسين بـ اجناسهم واشكالهم المختلفه لحق بي خالي .. وجلسنا نتكلم .. كان يتكلم فـ اقاطعه من دون ان اشعر اتكلم عنهمآ واخبره بما رايت .. لاحظ انني منبهره واني اريد ان التقيهمآ .. سهل المهم .. وذهبت الى المكان الذي تعملان به .. دخلت ومن ثم استاذنت بالكلام معهآ .. لم اجراء على ان اسالهمآ عن حياتهمآ ابداً ولكن احببت لطفهمآ جداً .. تبادلان اطراف الحديث حول مواضيع عديدة .. لم اشعر باي فرق عن اي حديث قد افعله مع اشخاص غرباء مواضيع عامه نتكلم فيها نعبر نشرح وجهات النظر .. الا ان بادرت احداهن بـ الكلام عن وضعهم بـ مزحه معينه .. ابتسمت ولم أكن املك الجراءه لـ السؤال اكثر .. غادرت المكـان .. ولم اعد مرة اخرى .. ربما في الصيف القادم ..
تسألت ماذا سيحدث لو كانت حياتي بدون اسرار .. ابداً .. ماذا سيكون وضعي واختي تشاركني بـ تفاصيل يومي الممله جداً .. نذهب في نفس الاتجاه .. وبنفس مستوى السرعه للخطوات .. تنصاع لـ رغباتي رغماً عنهآ وانصاع لـ رغباتها رغماً عني .. رغم انني في مكـان واختي في مكان اخراً يفصل بيننآ بحور وقارات .. !
اتصلت بهآ .. وطلبت منهآ ان تخبرني بـ تفاصيل يومهآ تحدثت مطولاً لم تتجاوز الساعه .. اختصرت الكثير .. فقدت العديد من تفاصيلهآ الممله .. التي لم تتذكرها هي اصلاً ..
ذهبت لـ النوم .. نمت على جهتي اليمين .. ماذا لو كانت اختي بـ جانبي .. سـ اضطر ان انام على ظهري بدلاً من هذه الطريقه في النوم عدلت من وضعي لـ اجرب ولكن عدت مره اخرى .. لـ اعود وانام على يميني ثم فكرت كيف سيكون النوم ممتعاً وانا مقيدهـ بـ جسد بقربي لا استطيع ان اتقلب او انام بكل اريحيه .. وماذا ان احتجت ان انهض لـ اي سبب .. واختي تغط في سبات عميق هل اوقضهآ مثلاً .. ام اجل حاجتي ..! أتـاني النوم .. واراح علقي من هذا التفكير ..
استيقضت بـ الغد .. واشعر بـ تعب لا استطيع الحراك اشعر ان جسدي مرهق جداً واحتاج لـ الراحه اكثر .. ورغم هذا تسألت .. ماذا لو كان لدى اختي موعد مهم وأنا بهذا الحال ماذا سيحدث لهآ ولي .. هل ستضطر احدانآ لـ ان تكون بـ القرب من الاخرى في كل حالتهآ ..
تدرجت في تسأولاتي .. حول اي امر افعله .. ماذا لو كنت ملاصقه لـ اختي .. ماذا سيكون وضعي ..
الا ان وصلت لـ تلك النقطه التي حكت عنهآ احداهن ممازحه .. يعني هذا ان احدانآ لن تتزوج ابداً ..!
تلك الخصوصيه في حياتنآ ... هل هي نعمه أم نقمه ؟!

لـ مجرد الذكـرى ..~







الساعه الآن تشير إلى 12:36 صوت منبة الجوال يعلن عن قدوم رسالة جديده .. ومازالت اثار النوم تسيطر على كامل قواي .. مدتت يدي بسكل لـ ارى من هي صاحبة الرسالة الجديد .. خفت من ان يكون هذا نوع من تلك الرسائل الاعلانية التي تصل الى بريدي بشكل مستمر .. وفي اوقات لا ارحب فيهاً ابداً .. فـ في بعض الاوقـات اكون غير مستعده لـ استقبالها ... وإنما انتظر خبر مهم جداً لـ اتفاجئ بمن يرسل لـ يجعلني اشترك لـ اعرف اسرار الجمال والسيارات ونقصان الوزن .. وربما يغريني لـ اشترك لـ احصل على المزيد من الابيات الشعريه .. واخر الاخبار .. ومازال العرض مستمر دون طلب .. ولكن حمداً لله ان تلك لم تكن من ضمن تلك الرسائل .. بل كان من صديقة عزيزة جداً .. رفعت مخدتي واسنتدهآ على طرف السرير لـ اتكئ عليها .. وامسكت الجوال وبدات بـ القراءه .. ملامح ابتسـامة .. غير ملامحي .. قبل ان ارد لهآ تلك الرساله بضغطات سريعه على ازرار الجوال .. واضعه جانباً .. نهضت لـ درج صغير وفتحته وبدأت ابحث عن صندوق صغير بـ لون اخضر رسمت عليه وردو بلون الزهر .. فتحته والحمدلله وجدت ماكنت ابحث عنه .. ورقه واسواره صغيرهـ .. ابتسمت وبعدما قرات الورقة بدات اضحك .. اخذت هذا الصندوق ووضعته على جانب السرير .. وذهبت لـ استعد لـ هذا اليوم ..
الساعه الأن 8:40 دخلت الى هنآك .. البيت مليئ بـ الصديقات والزميلات .. العدد ليس بكبير جداً .. الكل بداء بالدخول ومايصحبه من سلام وكلام .. كنت انتظرهآ لـ تظهر من بين الحضور .. خفت من ان يتأخر ظهورهآ لنآ .. ولكن هي دقائق حتى اعتلت اصوات الزعاريد من الكل .. وظهرت من بين الجموع .. الكل اقبل وقبل وبارك لهآ .. ارتفعت اصوات الموسيقى والاغاني واخذ الكل مابين التصفيق والرقص .. واخذتها لنجلس بعيداً اخرجت ذالك الصندق وعندمـا راته ضحكت بشده فتحت ذالك الصندوق الصغير .. وجدت الرساله و وجدت الاسواره لبستها وهي تضحك وقرات ماكان موجود في محتوى الرساله ..
لقد كانت رساله قبل 11 سنه كتبتها هي مازحه وطلبت مني ان اخبئها هي وهذه الاسوار لحين ماياتي موعد زفافها .. كانت تلك الرساله مكتوبه بخط غير مرتب .. وباسلوب بسيط جداً تكتب ماحدث في هذا اليوم وتقول ان تلك الورقة هي للذكرى لدى نور ..
وفيت بـ عهد واتيت لهآ بتلك الورقه مع تلك الإسوارهـ .. بعد 11 سنه ..


SarA








سـارا صديقة من صديقات الطفوله .. رايتهآ عندمآ كنت في الحضانه صغيره .. كنا مقربتين لـ درجة كبيره جداً .. نتفق في نفس اللحظه على اشياء كثيره نتأمر ولكن دون احداث فوضى تذكر .. لايمكن ان تدع احدانـا الاخرى تتحمل مسؤلية اي عمل لوحدهآ .. لم نخف يوماً ان نفترق فكنا نسكن في منطقة قريبة .. ونرا ان في الغد صباحاً سنلتقي .. وحتى عندما يحين الصيف ولا نذهب لـ تلك الحضانه نعلم اننا سنلتقي بداية السنة الجديده بكل شوق نتواعد ونرحل ..
العديد من صوري في تلك المرحله كنت مع سارا وكانت سارا معي ..
مر العام الاول وعدنآ لـ احضن سارا بكل شوق تبادلنا الهدايا , الاخبار , الاحداث ..
وسار هذا العام كـ سابقه .. نلهو نضحك ونلعب .. ونتفق ثم نغادر ونعود غداً صباحاً ..
الا في صباح ذالك الاحد .. وقفت بالقرب من الباب انتظر سارا .. ولكنها لم تاتي ! اخذتني معلمتي الى داخل الصف لـ العب مع البقيه .. لم استطع ان اركز أو العب كنت اترقب حضور سارا ولكنها لم تاتي قارب الوقت على الانتهاء بداء الصغار بالمغادره .. سالت استاذتي عن سارا ولكنها لم تعطني اجابة شافيه ابداً .. حضرت والدتي وذهبت معهآ .. سالتها عن سارا وقالت انها ستتصل بـ والدتها لتسالها ..
كان هذا اليوم طويل جداً و ممل .. ياترى هل ستحضر سارا بالغد ..؟!
انتظرت الغد ولم استطع النوم اريد للشمس ان تشرق وان تذهب والدتي للعمل بسرعه لـ اتمكن من ان ارى سارا ..
ولكنها لم تحضر .. اليوم رفضت الدخول واللعب وجلست طوال ذاك الصباح في انتظـار سارا .. التي لم تحضر .. شعرت بخوف شديد جداً .. رغم اخبار الاستاذه ان سارا بخير ولكنها لن تحضر لم استجب لـ حديثها ..
حضرت امي اخيراً .. وطلبت منها ان اذهب لـ بيت سارا .. ولكنها رفضت واصريت بـ شده .. سارا لم تاتي بالامس ولا اليوم فـ اخبرتني انها متعبه ولا يمكـن ان ازورهآ في هذا الوقت ابداً ..
خفت اكثر فـ اختفائها الغير معتاد .. وكلامهم بأنها متعبه جعلني اكثر حماس لـ اراها ..
وفعلاً ذهبت لـ منزل سارا وقابلت والدتها وطلبت منها ان ارا سارا .. وصعت لها في الاعلى حيث كانت في سريرها لـ اولى مره اراها بهذا الضعف لا اعلم لماذا خفت وارتبكت كثيراً ذهبت اليها .. وقبلت جبينها .. لقد كانت ساخنة جداً .. مخيفه .. قبلتها مره اخرى قبل ان اغادر .. ثم ذهبت لـ منزلنآ .. لم اذهب بعد ذالك لروضة .. فـ ارتفاع درجة الحرارة الذي اصابني جعلني طريحة الفراش مثل سارا ..
درست الابتدائيه .. والمتوسطه مع سارا .. الا ان افترقنآ .. ولكـن كنآ ندرك ان الصداقه لايحدد اجتماعنآ في مكان واحد .. ولا ان نرا بعضنا بشكل يومي دائــم .. يكفي ان اشعر بأن هنآك صديقه مخلصه وفيه اجدهآ متى ما احتجتهآ .. وان احكي لها متى ما اردت أن اتحدث لـ اجد المستمع الناصح .. وان تشعر هي بنفس الشعور ..

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

الله لايبين غلاكــم



في احيان كثيرة وكثيرة جداً .. نجد اننا مقصرون في حق من نحب ليس لأننا مهملون .. أو لأننا جعلنآهم في اخر القائمه لانهم يحبون ويعفون ويصفحون .. لا اعلم لماذا هذا الطبع موجوده وكان البشر قد فطرو على هذا الشـي فـ فلانه أو فلان من النآٍ انسـان طيب محب لنآ يسـامح ويعفو ويصفح ليس لانه ضعيف أو لانه محتاج لنآ بتلك الطريقه وبتلك الشده انمآ لانه يحبنا فقط ودافعه فقط الحب لاشي اكثر .. وهل هناط دافع للتسامح اذا لم يكن الحب نفسه .. نادرون أولائك الذي يتخلون عن تلك الصفه ويقدرون تسامح الاخرين بطريقة جداً راقيه .. اعود لـ سابق كلامي .. فـ التقصير أو الشعور به رغم انه غير موجود ولكن هذا الشعور يتولد لدينآ فقط لأننآ نشعر ان كل مانقدمه لايعبر لايستطيع تحقيق الرضا عن مانريد تقديمه .. فنستهلك كل تلك العبارات التقليديه .. ونبحث عن مزيد .. نمزجها مع بعضها لعلنآ نحصل على مركب سحري معين .. فـ يقولون ان اغلب الاشياء كانت موجوده في السابق وكل ماعمله الانسآن هو اكتشاف ان تلك العناصر عندما تختلط بـ الاخرى فأنها تعطي مفعول مختلف تماماً لو اختلطت بـ اشياء اخرهـ وحتى الانسآن الذي اراه عنصر في تلك الطبيعه يمتاز بتلك الميزهـ .. فـ رايتها مبتسمه متجددة النشـاط متفأئله .. تسأعد تبتسم .. تستبشر بأن الغد سيأتي مشرقاً لو ازاد ظلام اليوم .. وفرقتنآ الحيـاة .. عدت بعد مدة وجدتها سواء الوجه عابسه ترا الدنيآ بـ سواد شديد وتعمل بكسل اشد .. لم اتأخر بسؤالها من تكون تلك صديقتك الجديده ؟
فـ بالمخالطة نتأثر ونؤثر أيضاً .. ليس المهم أن اخالط المميزين والعظمـاء ليتركو اثر مميز في حياتي .. ولكن الاهم هـو هل انـا اترك هذا الاثر في قلوب الاصدقاء وفي حياة من حولي !؟
وهل ترك اثر ايجابي في حياة صديقة يعتبر عمل مريح نفسياً ويعتبر انني استطعت ان اقدم شي يرضني لـ اكون مقتنعه انني استطعت التعبير لها عن مكانتها لدي ..
كـانت جدتي تقول دائماً : عسـاكم دائماً رخـاص .. قد يبدو هذا الكلام مزعج وغير معبر عن اي عاطفة .. ولكن في معانه ان العواطف والحب الحقيقي لـ اي شخص تظهر في وقت الازمات ربما بفقده بمرضه بمروره بمشكله معينه لذلك دائماً ماتقول ايضاً ربي لايبين غلاكم ..
والله لايبين غلاكم

*لما ابتدى مـاجد المهندس وقـال كل كلمة وكل حرف وكل احسـاس .. قاصره توصف شعوري .. بدات اكتب وقلت سـ انتهي قبل ان ينتهي المهندس .. وفعلاً انتهيت وهـو يقول : يـا امانيا تعالي شـاركينـا وشوفي حالي ..

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

..| نصيب | ..







نصيب .. رجل أستطيع أن أقول أنه تجـاوز الخمسين سنه من عمره ببساطه أو هكذا بدا لي , رجل أسمر الوجه .. أجعد الشعر قد بدا على شعر وجه البياض .. رغم التجاعيد التي كانت تملئ وجهه إلا أنه كان مبتسم . . ومبتسم دائماً


نصيب .. كنت أراه كلما أخذنا أبي إلى مزرعة جدي رحمه الله .. كـان جدي يحبه جداً .. ويقربه منه ..
أتذكره وهو يفضّل الجلوس على الأرض بدلاً من تلك الكراسي التي يقول أنها لم تصنع لنا نحن أبداً .. كنت في كل زياره لتلك المزرعه أذهب مع "نصيب" دون خوف ..


أسرع أليه بعدما يطلب منه جدي ذلك .. وأمسك بيده الخشنه جداً وأمشي .. كان يغني ويقول أبيات من الشعر .. ويقف ويشرح لي عن كل تفصيل من تفاصيل تلك المزرعه .. يبدو أنها كانت تهمه جداً وتعنيه بشكل خـاص .. أحياناً يحملني فوق كتفه ويقربني من أي نبات قد أثمرت فاكهته ويطلب مني أن أقطف وكنت في غاية السعاده من ذلك الفعل ..
وأحياناً كان نصيب يجلسني على جدار صغير كان بداخله أنبوب يضخ المـاء بشده إلى حوض صغير ينطلق منه مسـار بتدفق قوي جداً يقل كلما كثرت المسـارات المتفرعة منه .. كما هي حياتنا وإهتماماتنا عندما تزداد فإن حماسنا يقل أكثر وأكثر .. ولهذا قال بعض العرب "صاحب بالين كذاب" ولكن وبنظرة أخرى .. قد يكون هذا نافعاً جداً لأن بعض الأمـور تفسد لو تدفقنا عليها بإهتمام بالغ كما هي الحال مع بعض النباتات التي شرح لي نصيب أنهآ تحتاج لـ الري بطريقه بسطيه جداً لـ تعيش ..


كنت أحب مجالسة "نصيب" وأجد في أن الرحله تلك من دون نصيب لاتعني لي أي شـي أبداً ..


حتى أنني أتذكر اني غضبت بشده على ذلك الرجل الذي بدأ بهيئة غريبه .. ولهجة مميزه عندما قال لـ جدي أن نصيب "غبي" فكيف يرفض أن يخرج ببيت مستقل ويعيش حياته الخاصه بعدما عرضت عليه ذلك ..
كنت أتمنى أن أصرخ وأقول أن نصيب ليس بغبي أبداً .. وأنه وفي وبشده .. لماذا نتلاعب بـ ألفاظنا بطريقه غير سويه ! لماذا نفسر تصرفات الاخرين ونصدر الاحكآم عليهآ كمآ نراها نحن دون رحمه ومراعاة أكثر..


نصيب أحب المكان الذي عاش فيه .. من حقه أن يقضي بقية عمره هنا ..
كيف ستصبح المزرعه بدون نصيب .. ومن سيهتم بها رغم وجود العدد الهائل من العمال .. نصيب فقط هـو من يرعاها بحب دون أن ينتظر مقـابل .. وبشيء من الأنانيه فكرت ماذا ستكون رحلتي لـ المزرعه لو غادر نصيب .. وكيف ستكون سعيدهـ ؟


كبرت ولم أعد أذهب للمزرعه بصحبة والدي ..ولم أعد أخرج لـ التنزه بـ رفقة نصيب ..
تغيرت كثير من الأمـور من حولي .. ولكن نصيب لم يغيب عن بالنا أبداً .. ليس المهم أن يكون الشخص بحد ذاته إنما قد يكون اللفظ أيضاً ..


مثلاً ..... عندما تروي عمتي قصة تلك الفتاة الجميله والرائعه التي تزوجت وبعد عدة أشهر إنفصلت عن زوجها وتختمها بحزن وتقول "نصيب" لا أعلم لماذا جمعت بين الحزن وإسم "نصيب" فـ تلك الفتاة بعد عدة أشهر تأتي عمتي وتقول لنا مره أخرى أنها تزوجت من ذلك الشاب الرائع الذي لولا طلاقها السابق لما إقترنت به أصلاً .. وتكمل حديثها لتقول بـ إبتسامة هذه المره "نصيب" شعرت أن العدل قد سـاد الآن وأن نصيب إسترجع حقه المهضوم ..


و تمآماً كمـا حصل مع ابن عمي قبل سنوات عديدهـ عندما لم يتم له القبول في القسم الذي كان يطمح أن يتخصص فيه .. وإتخذ مسـاراً مختلف كلياً والكل قـال أن هذا "نصيب" ولكن يقولونها بحزن شديد وكأنه لو سنحت لهم الفرصه لـ ضرب نصيب لـ فعلو ..


ولكـن بعد سنوات وحصوله على درجة الدكتوراه في هذا التخصص يعترف أنه لو دخل القـسم الذي كان يطمح إليه لمآ وصل إلى هذا المستوى أبداً أبداً .. هو الآن يشكر نصيب بطريقة غير مبآشرهـ ..




مرت الأيام .. ورحل نصيب بعد رحيل جدي بـ أشهر ربما سنه وعدة أشهر لا أتذكر فـ علاقتي مع حساب الأيام غير جيده فـ هي ليست على وتيرةٍ واحده .. ربما هي تسرع أحياناً وتكون بطيئه في أحيان أخرى .. ولكـن رحيل نصيب .. وحفيد جدي .. جعلني أتخيل جدي كـ عامود خيمه يتوسطها عندما وقع بدت أركـان تلك الخيمه بالتسـاقط الأقرب فـ الأقرب .. رحمهم الله جميعاً ..




ماجعلني أحكي لكم عن نصيب -الذي لم يغب عن بالي يوماً-.. هـو ماحصل من تذكر لـ أحداث الطفوله في أيام العيد المـاضيه .. عندما تحدثنا عن نصيب والمزرعه وشجرة العنب وتلك الأرانب .. بدأنـا نضحك .. نتذكر .. نترحم ...
كانت مجموعه من التجـارب والذكريات .. إلا إبنة عمي كانت صامته وقـالت بندم أنها حرمت نفسها من كل هذا فقط لـ كونها تخاف نصيب لم تكن تريد الذهاب معه .. لأنه غريب لم ترتاح لـ شيء غريب فـ خافت وفضلت أن تجلس ..
لم تكتشف أن خلف ملامح نصيب روح طاهره .. وأنه مع يده الخشنه قلبه طري جداً .. يبكي عندما تأن تلك النآقه لفقدها إبنها ..
حكمت بسرعه على "نصيب" وخسرت ذكريات لايمكن أن تعود ..
وتجـارب لايمكن أن تعيشها وتكتشفها الآن .. ندمت ولكـن هي كبرت ونصيب إنتقل إلى رحمة الله .. فـ هل ينفع أن تندم الآن ؟!

الخميس، 24 سبتمبر 2009

أنآم وأحلم بيك ..



صحيت والظلام في كل مكان والهدوء مخيف ايضاً شعرت انني لم افتح عيني بعد ظلام دامس على غير العادة حاولت ان المح اي شي قريب يرشدني للوقت .. وبعدها ارتفع صوت الاذان .. خفت بشده من ان يكون هذا الاذان هو صوت اذان الفجر معنى هذا انني اطلت في النوم على غير العاده وماهو غير عادي اذاً هو مخيف ومخيف جداً .. مددت يدي لـ طاولة بجانب السرير امتلائة بـ الكترونيآت تعتبر
ذات قيمه ولكني لم اجد هاتفي المحمول .. وجدت جهاز التحكم عن بعد فتحت التلفاز ابحث عن بعض النور ورغم بساطته الا انه بدا قوي جداً في هذا الظلام .. لذلك بعض الامور تبدو لنا اكبر مما هي ليس لانها كبيره او مبهره في الاصل بل لان ماحواليها ساعدها على ان تكون كبيره اما كبيره فقط او كبيره جداً , بعض المشاكل التي تمر بي وارى انها كبيره وعظيمه عندما اعرضها على الاخرين اجد استبساط لها لانهم لم يروها كما رايتها انا فقد تكون انارتهم اقوى من ظلامي فـ مشاكلهم وجوهم العام يعتبر هذا النور شيء بسيط , فـ تعبتر اضائة ذالك الجهاز شيئ بسيط جداً تماماً كما يحصل عندما أشغل التلفاز وسط اضواء غرفتي عادة .. لا اشعر ان لإنارته قيمه كبيره .. لايهم كل هذا المهم انني وجدت الهاتف وشاهدت الوقت من خلاله .. وتذكرت تلك القصه التي سردتها لي احدى صديقاتي ساذكرها لكم في وقت لاحق .. نعود للوقت الذي كان في السابعه مع مجموعة من الدقائق لم يهم المهم انه هذا الاذان ليس اذان للفجر

اخذت جهاز التحكم عن بعد وكنت سأغير تلك المحطه ولكن ما ان سمعت عمر دياب يغني [ الله على حبك انت .. مابحبش غيرك أنت .. ]حاولت ان اسكت وانصت لـ تلك الاغنيه .. لم استوعب باقي الكلام ابداً لاني كنت في حالة كسل شديد حتى من الاستيعاب


دقائق حتى انقضت تلك الموسيقى بسرعه كانت صاخبه راقصه .. حتى ابتدت موسيقى هادئه جداً .. التفت لـ انظر لـ الشاشه بعدما كنت متامله في سقف الغرفه لـ "لاشيء"..
اذا به ماجد المهندس يغني[ وشلونك حبيبي مشتااق لك .. مر عمري كله حبيبي وأنـا اتخيلك ..!] كلماته جداً رائعه

الفيديو كليب كان عباره عن فلم قصير قصير جداً ولكنه مختلف .. لم يكن بـ احضان أو راقصات او تعري مللناه!
انسجمت معه للمره الالف ! كمية وفاء اراد ان نشاهدها المخرج بين لقطاته التي لم يحبها البعض .. تجبرك على ان تدمع دمعة واحده ليس اكثر .. (كل شي بحياتي من غرامك ماسلم ! معيشني بين اللحظه واللحظه حلم )صحيح حلم!! هنا تذكرت حلم ..
 !
خير اللهم أني اسألك ان يكون خيراً ..! حلم رايت اليوم سـاره نوره مريم .. واستاذتي في الجامعه لا اعلم لما ضحكت ولكنني نسيت انني حلمت اصلاً وكيف خطرت على بالي صديقات لم اراهن من قرابة الخمس سنوات يااه ساره صديقة الطفوله ومريم زميله دراسه عاديه جداً ولكنها درست معي خلال دراستي الثانويه .. هل تزوجت احداهن .. هل اشتقت لهن دون ان اعلم ؟!
أم هي الاحلام تأتي فجاءه دون ان ندرك لماذا اتت !
سـاره .. مريم .. يآآه اشتقت لكن
كيف لي ان ارا وسط انشغالي وسط نسياني اعز صديقة لدي واستاذتي المحببه جداً دون ان اشغل عقلي بـ التفكير بهن .. هل عقلي الباطني اوفى مني بـ كثير ؟! ..

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

نحن والقدر ..~


أن نرى الدين كـ ارث كـ عادة .. كـ قضايا فقهيه ونهمل الاعمق منه .. مصيبه وليست باليسيرة ابداً ..
درست تعاريف كثيره في مادة التوحيد واستطيع ان اتذكر منها تعريف الايمان جيداً باللغة يعني التصديق وبالشرع هو ان تؤمن بالله وملائكة وكتبه ورسوله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره ..
لعلي هنـا ساتطرق لـ اخر نقطة وردت بالتعريف وهي الايمآن بقضاء الله وقدرة ..
وهي ارادة الله سبحانه وتعالى في ماخلق .. اذا اراد شيء قال له كن فـ يكون ..
لعلي افتقد هذا الركن العظيم من اركان الايمـان في مجتمعي الاسلامي ..
فـ اجد الحقد منتشر بين الناس فيما قدر الله وأعطـى فـ فلانه لاترى ان تلك الاخرى تستاهل ماكتب الله لها من نعم , والاخر يستكثر على فلان وظيفته وكآنه لايستحق .. متناسي ان كل شي تم بقضاء لله واراته تامه وفضل على عباده ..
فـ اصبحت القلوب تملائها الاحقاد .. واصبح الناس يتساسرون بتادبير لـ منع خير عن فلان .. متناسين ان الله اذا اراد شي وقدرة قال له كن فيكون وانهم مهما امتلائة قلوبهم بالاحقاد فـ لاراد لقضاء الله اي شي
فلو كان الايمان بالقضاء والقدر متأصلاً بـ القلوب لما راينـا تلك المؤامرات والخطط التي تدبر في الظلام والعلن لـ منع الخير وحرمان الناس من خير كتبه الله تعالى لهم
ولـ اصبح المجتمع اكثر اماناً نفسياً واستقراراً ..
ومن الاشيـاء التي تجعلنـي افتقد هذا الركن العظيم ايضاً ..
هـو سرعة انكسـار الناس وسط اي مصيبة تصبهم مهمـا كانت فـ يكون لهم الانهيـار التـام عن كل شـي وكان هذا الشي هو نهاية الدنيآ وتبداء سلسلة من عملية اللوم الغير منطقيه لـ حدث كتبه الله وقدره عليهم منذ ان خلقوا ..
فلو كنا نؤمن بالقضاء والقدر حق ايمانه التام .. لكان وقع تلك المصائب علينا اقل تأثيراً بكثير ولكان الشخص متقبلاً ذالك بنفسية اكثر قوة وعزم للمرور بتلك المحنه بأقل الخسائر مهما كانت ..
ولكن البعض ينظر بنظره سلبيه لـ الايمان بقضاء الله وقدره في مثل تلك الامور فيقعد عن العمل وعن التصرف السليم بحجة أن ماكتبه الله سوف يكون .. وانه مهما عمل فأنه لن يغير شي من قضاء الله وقدره فيغلب عليه الكسل والتخـاذل
ولكـن هل يعقل ان ارتجي اي عمل من دون ان افعل الاسباب واوكل الامر كله لـ قضاء الله وقدرهـ ..
فـ هل من المنطق ان يترك صاحب الدكان دكانه مغلق ويقول لو كتب الله لي الرزق سيرزقني ؟! او يجعله مفتوح على مصراعيه دون ان يتواجد فيه او من ينب عنه ؟! ويقول هذا الكلام ..
الله خلقنـا وزينآ بالعقل لـ نحسب الامور بالمنطق والواقع والرسول صلى الله عليه وسلم حرم علينا التواكل وامرنآ بالتوكل ..
فـ لو امنا بالقضـاء والقدر لحلت الكثير من مشـاكل هذا المجتمع .. لـ ذهب الحقد والحسد من قلوب الاغلب منهم ولـ اطمئنت النفوس في كل الاحوال فما اصابها من خير لم يكن له احد من مانع غير الله , وما اصابها من ضر فـلن يمنعه غير الله , ولو اراد البشر كلهم غير ذالك
لو أمنـا بالقضاء والقدر لـ اصبحت النفوس اكثر عزة , فهي مدركه ان الخير كله بيد الله وأن ماكتب الله سيكون فـ لن يضرها شيء الا بأذن الله ..
فأسل الله الثبات على العقيده الصحيحه لي ولكــم




::.. الولد عيبه بجيبه ..::



في ذالك المسـاء بينما كان عادل يجلس بوضعية شبة النائم وهو يستمع دون قصد إلى حديث اخته الاصـغر منه سناً مع صـاحبتها التي تغيب اليوم عن المدرسه .. لتخبرها بما جرى من أحداث في هذا اليـوم ..
قالت : أنهم استغلوا حصص النشـاط في الاستماع الى محاضره القتها لهم إحدى الداعيات .. لم تذكر اسمها ولاتفاصيل ماجرى قالت باختصـار وتملل
[ ..وفيه موضوع غيره .. المعاكسـات والشباب وكان مافيه مشكله غير هالمشكـله ..]
ضحكـ عـادل بنوع من القلـق والمسـؤليه ,,
عندما انهت اخته الصـغرى كلامها التفت اليها

وقال : يجب ان تسمعي وتعي كلام تلك الداعيه .. فهي تريد لك الخــيـر !! لم يكمل فقد قاطعه صـوت الاذان الله أكبر الله أكبر ....
نهض ليتوضـا ويذهب ليصلي مع الجمـاعه .. أحرجه أمام المسجد عندما طلب منه المكوث للاستماع لوعضه ونصحه ,, والجلووس لدقائق لذكر الله ..لم يكـن عـادل من الاشـخاص الذين يرفضـون ذالك النوع من المجـالس .. بلـ على العكــس ,,

جلس مع باقي الجماعه بينما استرسل الشيخ بالحديث .. تحدث عن العقوق وعن البر
وصلة الرحم ... تناول موضوعات كثيره بأيجاز وقبل أن يختم ذكّـر بأهميه الخوف على الفتاة ونصحها وعدم تركها لتكون فريسة سهله للذئاب .. وكأن تلك الفتاة بالفعل واحده من ذالك القطيع الذي لاحول له ولاقوة !!

الذي يأتي الذئب ليفترس منه مالذ وطاب ويذهب متبختراً بمشيته من غير أن يأتيه اي ضـرر !!
خرج عادل من المسجد وهو يشعر بضيق !! عندما تذكر أن في بيته ثلاث من الاناث التي لم تتزوج بعد .. وكان يرى كل الرجال في تلك اللحظة بجسـم إنـسـان ورأس ذئب حتى الشيخ الكبير العم صـالح كان ذئب كـهل !!

فماذا عسـاه أن يفعل ليحمي أخواته الثلاث من شـر الذئب المفترس !!
لم يتحير كثيراً توجه الى أحدى التسجلات الاسـلاميه ليحضر مجموعة من الاشرطه التي تتناول موضوع مثل هذه المواضيع وما اكثرها !! ..
اختار منها أربعاً وعشـوائياً أخذ احداها ليستمع اليه في سـيارته !! كان الشيخ يذكر قصص تشيب شـعر الراس من هولها فتاة تتعرض لكل هذا من ذئب لايحدث له اي شي ! مجرد أنه ينتقل الى ضحية أخرى !!
أكمل ذالك الشـريط وأخذه هو والبقيه ليعطيه لاخواته !
لم تتقبل الاخت الكبرى الوضع وبينت انزعاجها من هذا مثل هذه التصـرفات فـ هي لم تصدر منها اي تصـرفات ! تجبر أخيها الاكبـر يفعل مثل هذا الفـعل !
ايدتها أختاها لاخرتين وأتخذتا نفس الموقف ..
لتصـرخ الاصـغر قائله :أن مثل هذه الاشـرط يجب أن تهدى للاخ خـالد فهـو الذي يعرف كل بنت على هذه الكره الارضيه ولم يكتفي بذالك بل أنه صـار بكل بجاحه يتحدث عن علاقاته ومغامراته العاطفيه امامنا
لم يتماكل عـادل نفسه ليصـرخ بها بأن خالد ولد (عيبه بجيبه والولد مايعيبه شـي ) بس أنت بنت ! وخالد بيكبر وبيعقـل وخلاص !!

بعصبيه يأمر عـادل اخواته بمغـادرة المكـان ماعدا الاكـبر منهن .. يتنفس بعمق وينزل رأسه في محاوله لاخـفـاء نظرات بائس ..
يتكلم معها ويقول : أنت الاكبر لابد أن تكوني الاعقـل لابد أن تعينيني على تربية أختاك وسط هذه الظروففبعد وفاة والدنا المسؤليه زادة جداً بحكم انني الاكـبر فما المانع من أن تمدي يد الـعون في المـساعده !
تاثرت هي بمنظر أخوها الذي بدا يائساً عابساً لم تستطع الكلام .. وتركت له المجال بالتعبير والتكلم ..
قاطعته قائله ولكن خلود صدقت في كلامها فـ خالد لابد أن ينظر الى أمره !!
قال : خـالد شاب وضعه يختلف ثم غـادر الغرفه ..

مازال كلام خلود عن أخيها خالد يرن في وسط ذاكرته .. فلابد من أن يتخذ موقفاً في التعامل مع مثل هذا الموقف ..
قرر عادل ان يتحدث الى أخيه خالد .. جمع أفكــاره وذهب اليه .. كـان يسير كمن يسير بالطين .. يشعر أن قدمه قد امتزجت بالارض وأنه لايستطيع أن يرفعها بسهـوله.. وما أن وصل لغرفة خالد الا ويشعر بارهاق كبير
طرقات على الباب .. ليأذن له خالد بالدخـول ..

عـادل بعد التحيه والسؤال عن الحـال بصوت مرتبك محرج بالكـاد يسطتع أن يسمعه خـالد قال : خالد ثم التزم الصمت

نظر خالد إلى أخيه عــادل نظرات يملؤهـا الاستفام والتعجل .. هز راسه بطريقه يريد أن يحث فيها عـادل على الكلام .. ثم قال : نعم ,, ماذا تريد؟؟

بتردد قال : من الصعب علي أنا كـ رجل أن اهتم باخواتي بالتربيه الصحيحه ولكن خوفي عليهن يقتلني فمهما كـان هناك مسـاحه من عالمهن أجهلها ! أريدك أن تعينيي !

قال خالد بغصب : كلامك لا يريح .. ماذا هناك .. كان يترقب الاجـابه من عـادل بكل إندفاع !!

قال عـادل : لا . ولكني لا أريد أن يحدث أي شــي وأريدك أن تساعدني ..

قال خالد بعدما تنفس بأرتياح : اساعدك كيف !

رد : بـإن تترك ماتفعله الان .. فلـقد كبرت على مثل هذه المهازل !

ضحك خالد بسـخريه وقال : ماذا تريد مني أن أترك !

قال عادل بستحياء : مكالماتك العاطفيه ومغامراتك العاطفيه وقصص الحب و ...
قاطعته ضحك من خالد .. علت لدرجه مثيره لاعصـاب عـادل
ليكمل : مابك ؟!
ليجبه بصـوت يخترق تلك الضحكات .. لاشيء لاشيء!! ولكن أي حب ! ليعود ويضحك من جديد ثم يأخذ نفس عميق ويقول .. ما أقوم به الان مجرد تسـليه وأضاعه لوقت يملئه الفـراغ وملئ لـفراغ ضـائع !

قال عادل بخوف: ولكن ألا تخاف على أخواتك !!

اقترب خالد من عــادل وهمس بحزم .. أخبرني الموضوع الذي تتكلم عنه يخصـني أو يخص احدى أخواتي وتلك مقدمه !! لا أحب هذا النوع من المقدمات !!

ابتعد عــادل بوجهه قليلاً وقال : لا لا الموضوع يخصك أنت ! قال خـالد بستنكـار وما دخل أخواتي إذاً بالموضوع !
أحتار عـادل قبل أن يجيب ثم قـال ولكنك بمثابه القدوه !! أخاف على أخواتك من أي يتأثرن بك !

ضحك خـالد مره أخرى بطريقى جنونيه مفتعله قم قال : أنـا ولد .. وهن بنات !! فيه فـرق ! وأنـا عادي افعل ما اريد وهن لا ! أكمــل ضحكه خبيثه ثم قـال أعتقد أن أخواتي يستطعن التفريق بيني وبينهن بالمـوضوع هذا
ثم من من شـبـاب هذا الوقتـ لايخـوض مثل تلك التجارب؟ ..

قال عـادل وأنا .. نسيتني ضمن قائمه الشـباب التي تكلمت عنها .. وأمثالي كثير !

قال خـالد : أنت لك ظروف خاصه فـ بعد وفاة والدينا رحمهم الله تحملت كـامل المسـؤليه ! لم تعش مراهقته ومرحله شـبابك كما يجب وعندما تكبر لتبلغ الاربعين سـوف تخوض تلك التجارب !! ولكن ستكون معيبه بحقك أكثر بحكم السن !استرسـل خالد بالكـلام وقال : أنت كـ شاب لن تخسـر أي شي .. لو كنت فتاة لاختلف الوضع .. قاطع أحرفه بضحكه ثم قال : تستطيع أن تفعل كل هذا بسريه دون أن تهتز صـورتك أمام النــاس !! انا لايهمني أحد ,, ونظر له نظره اربكت كيان عادل

قال عادل بنوع من العصبيه : ماهذا الكــلام .. أنا افعل مثل تلك التصـرفات لا أظن ذلك .. عموماً الكلام معاك مضيعه للوقـتـ !

خرج عادل وهو يتذكر كلام خالد حرف حرف وكلمة كلمه .. سـاعه يأخذه على محمل الجد ويفكر فيه وأخرى ينظر له بمنظور أنه كلام مراهق لم يعرف الحيـاة جيداً .. وسط سـرحان عادل بتلك الافكـار .. قاطعته ضحكت مجموعه من أصدقائه
الذين كان جالساً معهم .. التفت بذهـول ليكتشف المجـهـول !
كانت تعلقياتهم تنصـب على واحد منهم بخصـوص ذالك الموضوع ,,
مـرت الايــام ونسـي عـادل ذالك الكــلام .. وبعد مده وفي السـاعه 8 صباحاً كان هـو فقط لا أحد سـواه في المنزل .. ازعجه صـوت رنين أحدى هواتف أخيه خالد الذي مازال يصـرخ بستمرار ..مابين صـوت اتصال وصـوت استقبال رساله جديده
استنكر الوضــع ! وخاف على منهم خارج المنزل .. سـارع الى ذالك الهاتف وقـرى أحدى الرسـائل الوارده ثم تبعها بـ البقيه ..
وعندما رن للمره المئه بعد الالف قرر أن يجب .. كان هناك صـوت فتاة طفولي عذب .. تكلمت تلك الفتاة بسـرعه عن احتياجها وحبها لـ خالد وأن مافعلته كان طيش فقط !
وبعد أن تقبل عادل الصدمه .. صدمها أنه ليس بـ خالد أنما اخيه عـادل !
لم تترد تلك الفتاة في الحديث معه عن خالد ومايفعله بـ قلبها !! وأنها تريد منه أن يكـون وسيط بينهما .. طالت المكالمه ألا أن ارتفع صـوت اذان الظـهر .. استغرب خالد كيف استطاعت السـاعه أن تركض من الـ 8 حتى الظهر هكذا
بينما كـان انتقالها من السـاعه السـابعه حتى الثامنه ! بطيئ وممل وكئيب !! استأذنها للـصلاة ! وعندما عــاد كان هناك شـي داخلي يأمره بأن يعاود الاتصـال بتلك الفتاة لكنه شـعر بخجل من الفـكره نفسها !!



وهـو يصـارع تلك الافكـار في رأسـه ,, يقاطعه صـوت رنين الهاتف من جديد .. يرد بلهفه ليـكمل يومه من تلك الفتاة .. أحاديث عن هموم ومشـاكل كلا الطرفين .. نسيا أن خالد الذي لم يهتم لهذا الفتاة له علاقة بالموضوع !
تعود عليها كل يـوم وتعلم أن يحكي لها كل حدث !! شـاركته بلحظات عاطفيه خاصه .. بعد عدة أشـهـر تنقطع بدون سـابق انذار ..
اصبح عـادل كـ المجنون !! كـ مدمن أعتاد على تلك السـموم !
لم يتحمل الـوضع فذهب إلى خـالد الذي أخبره أن مثل هذه الامـور تحدث كثيراً وان أي بنت تستطيع أن تحل مكأن الاخـرى بكل سـهوله
لم يصـدق عادل هذا الكـلام الا بعد أن أنجرف في هذا الـعـالم ..



مـرت الايـام وأنهى عـادل كل علاقاته لانه يـريد أن يتزوج .. تزوج عـادل من لمـى .. أحبها وأحبته كثيراً .. عاش أروع لحظـات عمره معها .. ماكان بينهم من حب وولع ولهفه وشـوق .. لايوصـفـ

وكـ ثمرة أولى لهذا الزواج ,, حـل سـامي ضيفاً لهذا البيت السعـيد .. ولكن رغم فرح عـادل فيه الا أن بوادر قدومه لم تكن تعجب عادل كثيراً ..
كان كثيراً مايريد أن يعيد لحظـات رومنسيته مع لمى .. لكن لمـى كانت أحياناً تعبه من الحمـل في أوقـات لاتتجاوب معه بسبب تعبها .. تحمل عادل تلك الايـام !

ولكـن بعد ولادة سـامي زاد الامـر سـؤاً فمسـؤليه لمى في تزايد مسـتمر !
أردا عادل كما أردات لمى أن يعيدا تلك الايـام الماضيه .. لكن للظـروف أحكام !

حـاولت لمى جاهده أن توافق مابين مسـؤليه البيت والضيف الجديد وحقوق زوجها .. تعبت من الامـر !
كأن عـادل كثيراً مايطلب منها أن تكـون معه عاطفيه .. حـنونه .. رقيقه .. كما في الامــس .. ولكن يعوقها تعب أبنها سامي في لحظات و تعبها هي من الحـمل في لحظـات أخرى !!

في كل مره كأن عادل يطلب من لمى لحظه عـاطفيه بأن يقول لها كلام حب أو غيره لاتبادره بما يحب !! يتذكر تلك الايام المـاضيه ..
ايام ماكانت سـاره ونوال وسـهى وعبير .. وغيرهن الكثير .. يتسابقن لقول عذب الكلام وأحلى جمل الحب والغزل !
في كل مره يتذكر تلك اللحظــات العاطفيه يشـعر بالضعف يتسأل هل مازالت عبير كما كانت تحبني وهو يعلم يقين أن عبير ليست له وحده كما هي ريم والهام وافنان !!

يتعوذ من الشيطـان يذهب ويتوضـا ليصلي .. فهو متزوج الان .. ولم يعد كـ السابق !!
ترادوه تلك الفكره في كل مـره يريد أن يعيش لحظه عاطفه من لمـى .. تبعده عنها الظـروف ..
عندما حملت لمــى بأبنها الثاني .. كان الوضع صعباً جداً حيث اضطرت الى ترك البيت والجـلوس عند أهلها طوال فترة الحمـل وبعدها للولاده !!

كـان عـادل في تلك الفترة وحيد وما أن يتذكر لمى ويشتاق اليها حتى تتسابق أصـوات تلك الفتيات ! بكل عبارات الحب والشـوق وكل تفاصيل اللحظـات العاطفيه ..
ليشـعر بمراره وتعب نفسي .. لايرد أن يخون حبيبته لمى !! ولا يريد أن يخـون مبادئه !!
من الصعب أن يعيش على صــدى علاقات أنتهت قبل سنين !!

كـان عـادل يعلم يقينن أن تلك الفتاة التي ارتبط بها بعلاقه سابقاً كانت في وقت تلك المكالمه تفرغ نفسها له هـو فقط دون اي ارتباط ولامسـؤليات !
لذلك كأنت تقابله بالعاطفه كل ما اراد !!

كانت تلك الافكــار بمثابه منشـار ضخم يمزق دمــاغ عـادل الى أجزاء متفرقه تنتشر في الارجـاء بعد ان يتناثر الدم ليملاء جثته الباليه
كانت أيضاً بمثابه حبـل غليظ يلتف حـول رقبته يخنقه لدرجــة الموت ..
أو كأيدي تمتد الى جـوفه لتخرج احشائه الى الخـارج .. لتقوم الشمس على تجفيفها ...
الم نفسي أثر على صحة عـادل الوفي,,

لم يتحمل ذهب الى خـالد يطلب عونه .. رد خالد أنه يمر بنفس الحـاله لكن وفـائه أقل فلم يحتمل وأضطر ان يعيد المـاضي ..
كـان خالد يقول: مادامت زوجتك لا تعلم فلـن تجرح مشـاعرها بذلك .. التزم السـريه .. كما استطعت بالسـابق أن تخفي عن الكل تجاربك تستطيع الان .
لم يتحمل عادل كلام أخيه خالد

فـ لمى زوجته .. لم تقصـر معه في يـوم ..
يقدر أن لمـى بشـر وأن لها قدر من الطـاقه لا تستطيع تجاوزها ..
يتذكـر كيف تصـبر لمـى عندما يـعود من يـوم علم شـاق ملل لايتحمل أن يتكلم أو يـرد السـلام ..
وكيف أن لمـى تقابله بأبتسـامه مهما كــان ..
يتسأل .. أن سـيكون الوضوع عـادي بالنسـبه لي لو أن لمــى لجأت لغيري بحجة أنني في أحيان أكـون بمزاج سيء !
لا أعتقد أن لمـى سـتفعل هذا !!
رغــم تعبها ورغم أنشـغالها الا أنه يـرى ماتقـوم به مرضي جداً , لكنه يريد المزيد ..
مازال يحمل تلك الافكــار بغصب ..

تذكــر ماتربي عليه .. كيف أن الولد يخرج من تلك الجريمه .. بدون اي ضـرر ..
من قال هذا الكـلام .. كم يشعـر بالغثيان عندما يتذكر وعضة الشيخ .. يريد أن يقول له أن ذئب ولكن خرج بأكبر الخسـائر..
صحيح أن وضع الفتـاة وسمعتها تختلف عن الرجل بمجتمع ذكـوري ولكن ,,
لماذا يصـر المجتمع على أن يزرع أفكــار خطـاء عند كــل شــاب !!
تأثرت كثيراً بتلك العبـارات .. لكنني صـرت أكرهها
فأنا رجل لي مشـاعري وأحاسيسي .

كم كرهـ تلك العباره التي تقول الولد عيبه بجيبه .. تلك العباره وأمثالها من دفعه لهذا الطـريق ..

...:::...


تربى الكثـير من أبنائنا يسمـع الولد عيبه بجيبه
الولد مايعيبه شـي ..
ولد عــادي يكبر ويعــقل !
يتقبل الاهـل بكل بسطاه ارتباط ولدهم بـ فتاة .. ولو كان العكـس لقامة قيامتها !
تقلب في محطات التلفزيون لتجد داعيه ناصـح يبين شـر الذائاب على القطيع ..
دكـتور نفسي يتكلم وأخر اجتماعي ..
علاقة الفتاة بالشـاب والضيحه فتاة !!
دون ان يحس هذا الشـاب أن ضـرر هذه العلاقه ممكن أن يتبعه !!
بدون قصـد يدفع المجتمع الشـاب لمثل هذه التصـرفات ..
وبعد ذالك يدفـع الشـاب هذه الضـريبه .. عندما تتأثر حياته بالمستقبل ..
فـ فعل مثل هذا الفـعل يترك تراكمات .. تؤثر في حياته أجباراً الا من رحم ربي
دقه بدقه ! كـ يتطرق لهذا الموضوع .. وقد يرد .. ماذنب أختي أو ابنتي لتحمل مافعلت !!
ولكن هل فكـر كل شـاب بمستقبله .. ماذا لو حصـل له ماحصـل لعادل؟
ماذا لو خيـرت بين خيانة زوجتك وحيانت مبادئك !
أو تعبك بين صـرخات المــاضي ..
باقي الكلام أدعـه لكم ؟.


....وكأن شـيئاً لم يكن !!


الساعه الخامسة عصراً .. والشمس رائـعة بخجلها بين السحب .. لم يكن الجو حاراً بكل كان معتدلاً ومع ذالك لامــانع من وجود بعض الهواء البارد ..
جلست على ذالك الكرسي المغطى بالجلد الاسود ووضعت حقيبتها السوداء المصنوعه من الجلد ايضاً على فخذيها قامت الدكتوره بتقليب مجموعة من الاوراق يضمها ملف ابيض اللون . وبعدما انتهت ابتسمت بكل برود وقالت أهلاً يا.. خطفت نظره للملف بسرعة ثم أكملت يا.. مضاوي ! واجهة الطبيبه المصريه صعوبه في نطق هذا الاسم ثم قالت: مضاوي إسم جميل ايه معناه ؟!
قالت مضاوي : معناه من النور يعني الضي يعني .. بالضبط تصدقين ما ادري ..!! .. رفعت مضاوي الحجاب الاسـود الذي كانت تلف به خصل شـعرها الذهبية اللون لم تكن ذهبية اللون بالاصل انما هو بتأثير بعض من المواد الكيميائيه !
نثرت مضاوي شعرها بيديها ثم نظرت الى الطبيبه القابعه خلف مكتب خشبي نوعاً ماء يضم صـوره لفتاة صغيره وصورة اخرى لعائله يبدو انها الطبيبه وابنتها وزوجها !
قالت مضاوي : الحلوه هذي بنتك !؟
ردت الطبيبه : دي ايوا دي سمر ! بنتي
ابتسمت مضاوي وقالت : ربي يخليها لك .. قمر ربي يحرسـها !!
وجدت الطبيبه ان هذا مدخل رائـع ثم قالت : انا شوفت في الكشف انك متزوجه انتِ عندك أولاد ؟
قالت : ايوا محمد .. وياسر !!
قالت الطبيبه: ماشاء الله ربي يخليهم لك !
هدوء لـ ثاواني يعم المكــان ..نوع من الصمت الغير مرحب به .. تقوم الطبيبه من مكانها ثم تقف مضـاوي ..
تطلب الطبيبه من مضـاوي أن تأتي معها هناك في تلك الزاويه سرير ابيض بجانبه كرسي ! جلست الطبيبه على ذالك الكرسي .. ثم مسحت بيدها على ذالك الغطاء الابيض
ثم طلبت من مضاوي أن تأتي لترتاح هنا
وقفت مضـاوي بجانب ذالك السرير ثم نزعت ذالك المعطف الاسود المقارب للعبائه لايمكن أن اقول أنه عبائه .. ثم نزلت من قدميها صندل اسود يلف قدمها البيضـاء !!
في البدايه جلست على طرف ذالك السرير فقط ثم قالت للطبيبه : والله احس اني بفلم مو مصدقه,, ثم ضحكت بخجل !
قالت الطبيبه : الامر طبيعي والافلام كثير تمثل الواقع ! انتِ اكثر الافلام الي تشدك ايه ؟!
تنفست مضاوي بعمق ثم نظرت الى الطبيبه وقالت هذا من ضمن الجلسه !!
قالت الطبيبه : لا مجرد كلام !!
قالت مضاوي : عادي اي فلم ما احب احصر نفسي بأفلام معينه بس مع احترامي للسينما المصريه ما احب اتابعها !
قالت الطبيبه : ليه الافلام المصريه حلوهـ وتجسد واقعنا كـ عرب أكثر من الغير !
قالت مضاوي بتهكم : عرب !! يمكن تمثل واقع مصـر ؟! بس !
قالت الطبيبه : تقريباً احنا كـ عرب بتنفق على اشياء كثير !!
ضحكت مضـاوي وقالت : لا بنختلف في اشياء كثير !!!!!!!!!!!
هنا على جو الحوار صـوت غريب لم يكن موجود من قبل .... إرتفع صـوت محمد عبده يقول :
اضوي وامسي ضحكتك يامضاوي وامد لك في ليلة العمر يمناني ..
تحركت الطبيبه لتجلب الحقيبه لـ مضاوي وكان يبدو على الطبيبه نوع من الانزعاج !! أخذت مضاوي الجوال واغلقته وقالت اسفه هذا زوجي ياسر .. قالت الطبيبه :كان رديتي عليه !!!!!!!
مضاوي : لا خلاص كلها ساعتين واشوفه .. الطبيبه تقاطع كلام مضـاوي : ياسر !! انتِ ابنك أو زوجك ياسر !!!
قالت مضاوي بإرتباك .. لا اقصد عبدالله شكل العيال أخذين تفكيري شفتي شـلون .. لم يفت إرتباك مضاوي على الطبيبه ثم قالت تحملين لـ ياسر صوه ! قلبت مضاوي بجوالها سريعاً
لتمده لـ الطبيبه وهي تبتسم وتقول هذا الشقي ياسر !! قبلت الشاشه ثم مدته اليها إستأذنت الطبيبه مضاوي في أن تقلب جوالها لترى الصور..هزت راسها بالايجاب ثم أسندت بجسمها على السرير !! بعد ثواني قالت الطبيبه : كل الصـور لـ ياسر اذكر انك قلتي أن لديكِ ابن أخر؟؟ قالت مضاوي نعم محمد !!
قالت : كم عمره ؟
مضاوي : سبع سنوات .. تسمعين محمد عبده؟
الطبيبه: لا مش كثير بس بعرف الاماكن ؟؟
مضاوي : محمد عبده له اغنيه تقول .. الله يمسيك بالخير قولي وش علومك ؟؟ من مده ماجاني خبر أيش سـوى معاك السفر !! وأنت في اي ارض الله تعيش .. ماودعت عيني الفرقى من يوم فرقاك
الله يجيبك بالسلامه وتسلم لي .. هناك غاب صـوت مضاوي قليلاً وتغيرت نبرته .. ثم هربت دمعة بسيطه بين عينيها .. وابتسمت
الطبيبه : ياسلااام كل ده لـ عبدالله !!
مضاوي : تضحك بإستخفاف نعم عبدالله .. الا ايش أكثر اغنيه تعجبك لـ .. اي اغنيه ؟!
جلست الطبيبه بوضـع تكون مقابله لـ مضاوي ثم قالت تسمعين لـ أم كلثوم ؟!
مضاوي : انااسمع كل شـي ؟؟!
الطبيبه : الاغنيه الي تقول .. انساك دا كلام انساك ياسلام ... اهودا الي مش ممكن أبداً ولا افكر فيه ابداً ..
مضاوي: ياليت ننســى .. دا مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك ابداً ابداً .. دكتوره هناء .. النسيان نعمه أحسن ننسـى ..
هناء: تحبي تنسي ايه؟؟
مضاوي : كل شي كل شي كل شي قالتها وكل مره تختلف وتيرة صوتها ..
هناء: مضاوي .. طيب ايه اكتر حاجه تحبي تنسيها ؟؟
مضـاوي: أنا ؟ ايوا انا من أكــون ؟ وليه جيت ؟ وليه صـاروا وليه صرت ؟؟
هنــاء: من الي صــاروا ؟؟
مضاوي: هُم وصــاروا هَـم.. تعرفين الفرق بينهم ؟؟ انا اقول لكــ ... هم .. زحمة وناس وعالم وأجناس وأنا والهم .. سيرة غم .. نكد غربة الم .. آآهـ من الام والآآهـ
هناء: ايه اكثر حاجه بتألمك؟؟
تجلس مضـاوي على اسرير وبسرعه تحل أزرار قميصـها الابيض ثم تنظر الى الطبيبه وتأشـر بيدها اليمنى نحو موضــع القلب وتقول هذا !! شفتي هذا !! هذا البلا كله هذا الي السبب الي خلاني اجي هنا هذا السبب الي حرمني من العيشه الحلوه والهنا !! تدرين ودي أطلعه من جوفي واحرقــه أو اقول لك أقطعه أبهذله اذوقه كل أنواع العذاب ومايطاوعني وأخليه .. شفتي كيف اختار فيه !!
هناء: هدي يامضـاوي وقولي كل الي تحسينه موجود هناك تكلمي صدقيني بترتاحي
مضاوي: اقول ايه والا ايه اهو فيه شـي ينقال !!
هناء : قولي الي تحسين انه مشكلــه ايش أكبر مشـكله تواجهينها في حياتك !!
مضـاوي : قلت لك أني أنا .. أو لا مو أني أنا بغير الفكره وأقول أني أنا من خلقني الله أنثى صـرت مرسـى للعنــاء تفهميني يادكتوره هنا !!
هناء : بفهمك بس لو تكلمتي أكثر بفهمك أكثر ..
مضاوي : تدرين .. ثم تضحك مضـاوي وتكمل .. تدرين أكبر مشكله لي أني بنت سعوديه عفواً قصدي أمرأءه سـعويه !!
هناء : وفين المشكله هنا ؟!
مضـاوي : كل النــاس تتكلم عنا تناقش امورنا وحنــا ساكتين وبعد ضحكه .. تصدقين هالشـي واقع بس مو كثير لما جبت ولدي محمد أبوه سماه من غير مايشاورني وهو واعدني بأسميه على عمي الي مــات وعدته كان ماعنده لا عيال ولابنات ! مدري وش طرى هالسالفه على بالي ..
هناء : هو ليه سـماه محمد !
مضـاوي : يمكن على ابوه أو ولد أخوه أو ولد أخوه أو ولد عمه !! عـاده جرت بس !
هناء : وياســر !؟
مضـاوي : وش فيه يــاسر .. !!
هناء: من الي سمــاه ؟
مضــاوي : أنا ..
هناء : على اسم عمك .. ؟
مضــاوي : لالا!! تضحك بخبث .. مو على عمي الله يرحمه .. بس كنت مقهوره وبنتقم ..
هناء :تنتقمين ! كيف ؟وليه ؟
مضاوي : سميته على اسم حبي وقلبي وروحي .. لان زوجي مايستاهلني ولاقدرني !!
تنظر هناء الى مضـاوي بنظرات تحثها على متابعة كلامها !! تتنهد مضـاوي ثم تلم خصـلات شـعرها وترمي بنفسها على السرير وتقول :
اليوم بقول لك سـر خطير كان في حياتي محد قدر يعرفه !! كان يـاسر ! تصدقين كنت احبه واعشقه بس ماقدرت اتزوجه ! عشان كذا قلت لك تو بالغلط ياسر
هناء: ليه .؟!
مضاوي: ادري بتقولين خان ماعنده امان ! بقول لك أنا خنت بس انجبرت !! تصدقين .. تزوجت عبدالله من غير حب ولا اقتناع !! بس عشـان مايقولو عنست .. وعشـاني مستحيل اتزوج ياسر وكنت ابغاه ييأس مني
ويتزوج !! ابغاه يعيش حياته .. بعت روحي وبعت قلبي وخسـرته حياته وخسرت حياتي .. ادري اني غبيه !!
هنـاء: طيب ايه الي كان يمنع الزواج اذا كلكم تحبو بعض وعندكم أستعداد للزواج !!
مضـاوي: ماكان قد المقام !! لايروح بالك بعيد ولد أصل وفصل .. ثم تستدرك الموضوع وتقول يعني أبن عيله .. اصل في بلدي عندنا نظام القبائل والقبيلي ماياخذ الا القبيليه .. هو كان ابن عيله وقبيله ومعروفه بس كان .. موظف بسيط على قد حاله !! وما أقنع ابوي وعياله !!
هناء: طيب باباك بيعرف أنك بتحبيه !!
مضـاويبعد ضحكه هسيريه !! : يعرف ؟! لو يعرف ماشفتيني هنا قدامك الحين .. مو قلت لك فيه إختلاف بيننا يالعرب !
هناء: لا مافيش كثير .. حتى عندنا عوايل كثير محافظين ..
مضاوي: بس بنت السعوديه غير .. تصدقين لو يعرفون اني هنا وش بيصير !! بتصير قضيه وبتعرض على القنوات الاخباريه بس لاني سعوديه !!
تكمل مضاوي : لاتستغربين من جد اتكلم .. كل المحطات المصريه واللبنانيه بشكل عام العربيه اتحدى اذا ماتلاقي موضوع عننا .. بالمناسبه أنتِ تعرفي ليه البنت عندنا ماتقدر تسوق سياره !!
هناء: اتوقع يعني عشان عادات وتقاليد وحاجات زي كذا
تجلس مضاوي وتضحك بهستسريه : لا عشان تركب مع السايق ورا وتصير شخصيه مهمه وتضحك مره ثانيه وسط اندهاش الطبيبه التي لاتعي ماتقول .. وتكمل: فيه ناس عندنا يقولو ان احسن شي المرأه ماتسوق عشان تركب ورى زي الشخصيات المهمــه بجد سخافه .. ولهذا السبب تعقدت ما اركب مع زوجي عشان ما اركب قدام تكمل بضحكتها التي تنقطع عندما تضع رأسها على السرير وتقول
انا مع الي يقولون أن فيه خطر ع البنت أو الي يقولون زحمة .. بس تصدقين .. والا اقول لك مو هذا موضوعنــا
هناء: طيب ايش موضوعنــا ؟
مضاوي: ما ادري كنت اقول لك عن ياسر صح ؟
هناء : صح تحبي تتكلمين عنه ؟؟
مضاوي: فيها شي لو اقول اشتقت له .. فيها شي مو بيدي .. بتقولي أنتِ متزوجه بقول لك ماخنت زوجي !! بس اشتقت له .. تختم كلامها بدندنه خفيفه لاغنيه محمد عبده.. اقرب الناس..أنت يانظر عيني وابعد الناس انت وأنت في عيني .. منك أحلى محبه عاشها قلبي ومنك جرح الهوا ياماتلاعبي .. اقرب الناس انت وابعد الناس انت .. تبتسم بيأس ..
هناء: كلام جميل ... تقاطعها مضاوي:اغنيه لـ محمد عبده لازم تسمعين له بس على الله تفهمين .. ايوا تذكرت له اغنيه بعد... ابعتذر ... عن كل شيء ...
إلا الهوى .. ما للهوى عندي عذر ..ابعتذر .. عن أي شي .. إلا الجراح .. ما للجراح إلا الصبر .. برضوا اغنيه لمحمدعبده ...
هناء: طيب ماحاولتِ تنسين ياسر بعد الزواج من عبدالله ؟
مضاوي : حاولت حاولت حاولت .. قلت لك قلبي مو بيدي ... بس صدقيني ماخنت !! مافكرت أني ارجع له رغم اشتياقي مو عشـان زوجي عشـان ابوي !!
هناء: وايه دخل ابوك بالموضوع ؟
مضـاوي : ابوي راس مالي .. سمعتي من سمعته !! ما ابي انزل راسه عند الرجال لو بسويها سويتها قبل يوم اني بنت مراهقه ماينشره علي !!
هناء: طيب وعبدالله انسـان كويس؟
مضاوي: مااذكر أنه زعلني لان مافيه شـي بيني وبينه حملت بمحمد بعد شهرين من الزواج وبعدها خلاص صـارت حياتي روتينه ممله !! هو شغله واهله وربعه .. وانا عيالي وبيتي وكنت ادرس !! بس الحين ؟
هناء: ليه دراستك خلصتي أو ايه !
مضاوي: ايوا حصلت على البكالوريوس .. وبس وجلست بالبيت رغم أن طموحي أكبر من كذا كنت اتمنى أني أكمل وأخذ الماجستير .. بس ماقدرت
هناء: ايه الي معنك !!
مضاوي : ما اقدر اروح بعثه !! تصدقين ؟!
هناء: ليه يعني انتِ ماتقدري مادياً أو ماتقدري لان درجاتك مش كويسه ؟!
مضاوي: اخ لاتقهريني .. كلها متوفره لي المشكـله بالعقول الي عندي .زوجي يقول كافي البكالوريوس مطلوب والماجستير دلع !! وكمل جريمته وقتل كل أحلامي وأخواني كل واحد مرتبط بزوجته وبيته وأبوي تجارته !!
هناء: وزوجك ليه رفض ؟
مضـاوي: اسباب كثير وأهمها يقول هناك أختلاط !! ويقول مستحيل يترك شـغله يعني ويجي معاي !!
هناء : عذراً بس ما اعرفش النظام أنتو عندكم الست ماتسافرش الا براجل ؟
مضاوي : لا عادي اقدر اسـافر بس لازم موافقه ولي ألامر .. بس مشكله رافضين فكرت أني اروح وأسافر لحـالي كـأنوا اول مره اسافر فيها لـ حالي ... تضحك مضاوي بإندهاش وتندهش الطبيبه مع هذه الضحكه المفأجأه
وتكمل مضـاوي .. تخيلي الصيف الي راح .. سافرت أنا وعيالي محمد وياسر مع أخت زوجي وبناتها الي بالمتوسط لحالنا شـهرين في فرنسا أقصد اوربا !! هههههه مجتمع غريب !! ورجعنا ومحد أنتقدنا أو شـي
هناء: يعني زوجك سمح لك تسـافرين ؟!
مضـاوي: ايوا سمح والا كيف اسافر !! وكثير يسوون زيي تسـافر مع عيالها .. تضحك مضـاوي تصدقين دكتوره .. اول مره انتبه اني سافرت بدونه للسياحه عادي بس للدراسـه لا !
المشكــله انه يقول مو عندي المشــكله الناس وش بتقول تارك زوجته تدرس برى وهو هنا صعب !! بس للسياحه الناس ماتقول شـي وهذا الواقع !! ااه ذبحونا النــاس !
هناء: اها طبيعي اصل كل مجتمع وله طبيعته الخاصه .. ولازم نراعي الناس بالقدر المعقول
مضاوي : ايوا بالقدر المعقول .. بس مو أني اهدم بيتي وحياتي عشـان الناس !! يعني تصدقين ... مره كنت عند أهلي زعلانه وطالبه الطلاق وأمي تعرف اني ما احبه وتعرف ان بقلبي غيره بس حاولت تقنعني بالعكس
تدرين ليه ؟؟ لانها تقول ما ابي الناس يقولون أنك تطلقتي !! شفتي كيف الناس تتحكم بحياتنا !!
هناء: وأنتِ كنتِ زعلانه ليه ؟
تجلس مضاوي في وسط السرير بعد أن جمعت قدميها اليها وكانها في وضعيت الجنين ثم بدأت تهتز وتبكي !! كررت الطبيبه السـؤال !! ثم قـالت :الموضوع كبير لهذه الدرجــه !! ماتقدري تتكلمي فيه ؟
مضاوي : تذكرين لماقلت لك أبوي احبه وما ابي انزل راســه !! ابوي هدم حياتي .. تدخل مضـاوي بحالة بكـاء هستيريه !! تحاول الدكتوره أن تهدئها وبنفس الوقت تحاول أن تحثها على الكلام تقول مضـاوي
تعرفين لما تشوفين الدنيا كذا كلها قدام عيونك تنهار لما تحسين ان الارض الي تحتك أنخسفت !! وراحت باطن الارض لما تشوفين السماء لونها حمراء والمطر دم !! لما تشوفين الحمام غراب !! لما ..
تدرين متى تحسين بكل هذا .. لما تكتشفين أنك تعيشين بوهم !! بـ هم !! أبوي تدرين الشيخ الكبير .. تدرين .. صعب صعب !! ابوي دمر حياتي .. كله بسبب انه تبع نفسه هواء !!
تتلعثم الدكتوره وتحاول أن تستوعب الوضــع !!
مضاوي : بصوت يخرج بين انين الدموع !! لايروح بالك بعيد دكتوره !! لايروح بالك بعيد أبوي كان راعي علاقات بس !!
هناء: تقصدين بيعرف بنات؟؟ وأنتِ كيف عرفتي ؟
مضاوي: لاتستغربين كيف عرفت .. حظي .. عرفت لماقريت كل شـي في جواله الي نسـاه لما راح يصلي ..
ابي افهم مو الصلاة تنهى عن الفحشـاء والمنكر ليه يصلي ليه !! لا يصلي بس مو يصلي من هنا ويدور له معصيه من هنا !صعب يعني شـيخ ورجال كبير ومعروف بين الناس وكذا صعب صعب !! ماقدرت اتحمل أنهرت وماقدرت اتكلم لمين أقول لامي !! انا افهم شـعور الخيانه ما ابي اجرحها وأخواني ما ابي اهز صـورت ابوي بعيونه
صـرت اشوف الرجال كلهم خونه !! كلهم مجموعه ناس حقيره ماهما ألا تشبع رغباتها وبس !! مايهما اي شـي ..
صرت اشك بأي شـي يعني تعبت زياده على اني ما احبه ما اغار لا أشك !!
تصدقين .. فرق بين الشك والغيره .. كنت اغار على ياسر وللحين اغار ؟
هناء: تغارين ؟؟ الان؟؟
مضاوي : آآخ يتقطع قلبي اذا فكرت انه متزوج وعنده عيال ههه تدري اتخيله متزوج وعنده بنت ومسميها مضاوي هه مسميها علي واعدني هو بس تتوقعين زوجته توافق ؟
هنا: ياسر متزوج الان؟؟
مضاوي: ما ادري انقطعت اخباره .. ودي متزوج وسعيد ومبسوط بحياته .. وبنفس الوقت مابي احد ثاني غيري يكون له .. تعبت دكتوره تعبت أبي أرتــاح .. اقول لك شــي ؟!
هناء: خوذي راحتك قولي سـرك ببير !
مضـاوي: على طاري البير أنا شـربت بير ..
هناء: بير !! !!
مضـاوي بخجل : ايه بير زي ماينطقونها !! بير هنا بمصر وعندنا نقول خمر أو ندلعها بأسماء ثانيه بس هي بير .. أدري حرام ومايجوز !! بس هزمني الشيطان وطعته !!
هناء: طيب أنتِ بتعرفي أنها حرام استسلمتي ليه ؟؟ ايه السبب !!
مضـاوي : يمكن يروح بالك أني حصلتها عند زوجي وأخذت اشرب انتقام أو يمكن يروح بالك أني شفته يخونني وسويت كذا !! لا .. القهر اني بدبي شفت زوج صديقتي مع بنات !! مجموعة من البنات الرخصيات
وما احتملت وانهرت وسويت الي سويته بس تصدقين ندمت كثير على الي سويته .. ورحت من دبي لـ مكه ! وجلست ادعي ان ربي يغفر لي لاني غبيه استغربت ليه يشربون ما استفدت !! بس دكتوره اكتشتف
ليه الناس تسافر وأخر شـي تروح مكه .. تكفر عن خطاياه .. غريبين صـح نشوف الخطـاء ونعرف انه خطـاء ونسويه !! دكتوره ترا بجد تعبت برتاح خلاص ..
هناء: كل البشر تخطي حنا بشر مش ملائكه .. مافيها شـي بس لازم نرجع عن الخطـاء مانستمر ..
تمسك الطبيبه بجسم بيد مضـاوي وتلم يدها الاخرى حول جسمها وبهدوء تحاول أن تنزلها من السرير ولكن مضاوي تختار أن ترتاح قليلاً .. تنهض الدكتوره الى مكتبها الخشبي وفي طريقها تقف عند النافذه
ثم تقول لـ مضاوي تحبين الغروب ..؟!
مضـاوي : دكتوره ! شوفي ..
تلتفت الدكتوره وتشـاهد مضاوي قد رفعت كم قميصـها للاعلى .. وتمد يدها اليمنى .. أقتربت الطبيبه الى مضـاوي وأمسكت بيدها وتفحصتها وبدى لها الجرح واضح !!
قالت هناء : أنتِ عملتي كذا ليه ؟!
مضاوي: لاني مليت بس تصدقين خفت .. الموت يخوف أنا أجبن من أني أنتحر ...
هناء: وطيب ايه الي خلاك تفكري في كذا ..
مضاوي: كل الي قلت لك فووق والي ماقلته كثير .. المشكله ماكل مايعرف يقال ..
تقف مضـاوي وتلبس عبايتها وتلف شـعرها بجحابها الاسـود .. وتبتسم وتودع الطبيبه لتخرج الى المجتمع وكأن شـيئاً لم يكن !!