الخميس، 24 سبتمبر 2009

أنآم وأحلم بيك ..



صحيت والظلام في كل مكان والهدوء مخيف ايضاً شعرت انني لم افتح عيني بعد ظلام دامس على غير العادة حاولت ان المح اي شي قريب يرشدني للوقت .. وبعدها ارتفع صوت الاذان .. خفت بشده من ان يكون هذا الاذان هو صوت اذان الفجر معنى هذا انني اطلت في النوم على غير العاده وماهو غير عادي اذاً هو مخيف ومخيف جداً .. مددت يدي لـ طاولة بجانب السرير امتلائة بـ الكترونيآت تعتبر
ذات قيمه ولكني لم اجد هاتفي المحمول .. وجدت جهاز التحكم عن بعد فتحت التلفاز ابحث عن بعض النور ورغم بساطته الا انه بدا قوي جداً في هذا الظلام .. لذلك بعض الامور تبدو لنا اكبر مما هي ليس لانها كبيره او مبهره في الاصل بل لان ماحواليها ساعدها على ان تكون كبيره اما كبيره فقط او كبيره جداً , بعض المشاكل التي تمر بي وارى انها كبيره وعظيمه عندما اعرضها على الاخرين اجد استبساط لها لانهم لم يروها كما رايتها انا فقد تكون انارتهم اقوى من ظلامي فـ مشاكلهم وجوهم العام يعتبر هذا النور شيء بسيط , فـ تعبتر اضائة ذالك الجهاز شيئ بسيط جداً تماماً كما يحصل عندما أشغل التلفاز وسط اضواء غرفتي عادة .. لا اشعر ان لإنارته قيمه كبيره .. لايهم كل هذا المهم انني وجدت الهاتف وشاهدت الوقت من خلاله .. وتذكرت تلك القصه التي سردتها لي احدى صديقاتي ساذكرها لكم في وقت لاحق .. نعود للوقت الذي كان في السابعه مع مجموعة من الدقائق لم يهم المهم انه هذا الاذان ليس اذان للفجر

اخذت جهاز التحكم عن بعد وكنت سأغير تلك المحطه ولكن ما ان سمعت عمر دياب يغني [ الله على حبك انت .. مابحبش غيرك أنت .. ]حاولت ان اسكت وانصت لـ تلك الاغنيه .. لم استوعب باقي الكلام ابداً لاني كنت في حالة كسل شديد حتى من الاستيعاب


دقائق حتى انقضت تلك الموسيقى بسرعه كانت صاخبه راقصه .. حتى ابتدت موسيقى هادئه جداً .. التفت لـ انظر لـ الشاشه بعدما كنت متامله في سقف الغرفه لـ "لاشيء"..
اذا به ماجد المهندس يغني[ وشلونك حبيبي مشتااق لك .. مر عمري كله حبيبي وأنـا اتخيلك ..!] كلماته جداً رائعه

الفيديو كليب كان عباره عن فلم قصير قصير جداً ولكنه مختلف .. لم يكن بـ احضان أو راقصات او تعري مللناه!
انسجمت معه للمره الالف ! كمية وفاء اراد ان نشاهدها المخرج بين لقطاته التي لم يحبها البعض .. تجبرك على ان تدمع دمعة واحده ليس اكثر .. (كل شي بحياتي من غرامك ماسلم ! معيشني بين اللحظه واللحظه حلم )صحيح حلم!! هنا تذكرت حلم ..
 !
خير اللهم أني اسألك ان يكون خيراً ..! حلم رايت اليوم سـاره نوره مريم .. واستاذتي في الجامعه لا اعلم لما ضحكت ولكنني نسيت انني حلمت اصلاً وكيف خطرت على بالي صديقات لم اراهن من قرابة الخمس سنوات يااه ساره صديقة الطفوله ومريم زميله دراسه عاديه جداً ولكنها درست معي خلال دراستي الثانويه .. هل تزوجت احداهن .. هل اشتقت لهن دون ان اعلم ؟!
أم هي الاحلام تأتي فجاءه دون ان ندرك لماذا اتت !
سـاره .. مريم .. يآآه اشتقت لكن
كيف لي ان ارا وسط انشغالي وسط نسياني اعز صديقة لدي واستاذتي المحببه جداً دون ان اشغل عقلي بـ التفكير بهن .. هل عقلي الباطني اوفى مني بـ كثير ؟! ..

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

نحن والقدر ..~


أن نرى الدين كـ ارث كـ عادة .. كـ قضايا فقهيه ونهمل الاعمق منه .. مصيبه وليست باليسيرة ابداً ..
درست تعاريف كثيره في مادة التوحيد واستطيع ان اتذكر منها تعريف الايمان جيداً باللغة يعني التصديق وبالشرع هو ان تؤمن بالله وملائكة وكتبه ورسوله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره ..
لعلي هنـا ساتطرق لـ اخر نقطة وردت بالتعريف وهي الايمآن بقضاء الله وقدرة ..
وهي ارادة الله سبحانه وتعالى في ماخلق .. اذا اراد شيء قال له كن فـ يكون ..
لعلي افتقد هذا الركن العظيم من اركان الايمـان في مجتمعي الاسلامي ..
فـ اجد الحقد منتشر بين الناس فيما قدر الله وأعطـى فـ فلانه لاترى ان تلك الاخرى تستاهل ماكتب الله لها من نعم , والاخر يستكثر على فلان وظيفته وكآنه لايستحق .. متناسي ان كل شي تم بقضاء لله واراته تامه وفضل على عباده ..
فـ اصبحت القلوب تملائها الاحقاد .. واصبح الناس يتساسرون بتادبير لـ منع خير عن فلان .. متناسين ان الله اذا اراد شي وقدرة قال له كن فيكون وانهم مهما امتلائة قلوبهم بالاحقاد فـ لاراد لقضاء الله اي شي
فلو كان الايمان بالقضاء والقدر متأصلاً بـ القلوب لما راينـا تلك المؤامرات والخطط التي تدبر في الظلام والعلن لـ منع الخير وحرمان الناس من خير كتبه الله تعالى لهم
ولـ اصبح المجتمع اكثر اماناً نفسياً واستقراراً ..
ومن الاشيـاء التي تجعلنـي افتقد هذا الركن العظيم ايضاً ..
هـو سرعة انكسـار الناس وسط اي مصيبة تصبهم مهمـا كانت فـ يكون لهم الانهيـار التـام عن كل شـي وكان هذا الشي هو نهاية الدنيآ وتبداء سلسلة من عملية اللوم الغير منطقيه لـ حدث كتبه الله وقدره عليهم منذ ان خلقوا ..
فلو كنا نؤمن بالقضاء والقدر حق ايمانه التام .. لكان وقع تلك المصائب علينا اقل تأثيراً بكثير ولكان الشخص متقبلاً ذالك بنفسية اكثر قوة وعزم للمرور بتلك المحنه بأقل الخسائر مهما كانت ..
ولكن البعض ينظر بنظره سلبيه لـ الايمان بقضاء الله وقدره في مثل تلك الامور فيقعد عن العمل وعن التصرف السليم بحجة أن ماكتبه الله سوف يكون .. وانه مهما عمل فأنه لن يغير شي من قضاء الله وقدره فيغلب عليه الكسل والتخـاذل
ولكـن هل يعقل ان ارتجي اي عمل من دون ان افعل الاسباب واوكل الامر كله لـ قضاء الله وقدرهـ ..
فـ هل من المنطق ان يترك صاحب الدكان دكانه مغلق ويقول لو كتب الله لي الرزق سيرزقني ؟! او يجعله مفتوح على مصراعيه دون ان يتواجد فيه او من ينب عنه ؟! ويقول هذا الكلام ..
الله خلقنـا وزينآ بالعقل لـ نحسب الامور بالمنطق والواقع والرسول صلى الله عليه وسلم حرم علينا التواكل وامرنآ بالتوكل ..
فـ لو امنا بالقضـاء والقدر لحلت الكثير من مشـاكل هذا المجتمع .. لـ ذهب الحقد والحسد من قلوب الاغلب منهم ولـ اطمئنت النفوس في كل الاحوال فما اصابها من خير لم يكن له احد من مانع غير الله , وما اصابها من ضر فـلن يمنعه غير الله , ولو اراد البشر كلهم غير ذالك
لو أمنـا بالقضاء والقدر لـ اصبحت النفوس اكثر عزة , فهي مدركه ان الخير كله بيد الله وأن ماكتب الله سيكون فـ لن يضرها شيء الا بأذن الله ..
فأسل الله الثبات على العقيده الصحيحه لي ولكــم




::.. الولد عيبه بجيبه ..::



في ذالك المسـاء بينما كان عادل يجلس بوضعية شبة النائم وهو يستمع دون قصد إلى حديث اخته الاصـغر منه سناً مع صـاحبتها التي تغيب اليوم عن المدرسه .. لتخبرها بما جرى من أحداث في هذا اليـوم ..
قالت : أنهم استغلوا حصص النشـاط في الاستماع الى محاضره القتها لهم إحدى الداعيات .. لم تذكر اسمها ولاتفاصيل ماجرى قالت باختصـار وتملل
[ ..وفيه موضوع غيره .. المعاكسـات والشباب وكان مافيه مشكله غير هالمشكـله ..]
ضحكـ عـادل بنوع من القلـق والمسـؤليه ,,
عندما انهت اخته الصـغرى كلامها التفت اليها

وقال : يجب ان تسمعي وتعي كلام تلك الداعيه .. فهي تريد لك الخــيـر !! لم يكمل فقد قاطعه صـوت الاذان الله أكبر الله أكبر ....
نهض ليتوضـا ويذهب ليصلي مع الجمـاعه .. أحرجه أمام المسجد عندما طلب منه المكوث للاستماع لوعضه ونصحه ,, والجلووس لدقائق لذكر الله ..لم يكـن عـادل من الاشـخاص الذين يرفضـون ذالك النوع من المجـالس .. بلـ على العكــس ,,

جلس مع باقي الجماعه بينما استرسل الشيخ بالحديث .. تحدث عن العقوق وعن البر
وصلة الرحم ... تناول موضوعات كثيره بأيجاز وقبل أن يختم ذكّـر بأهميه الخوف على الفتاة ونصحها وعدم تركها لتكون فريسة سهله للذئاب .. وكأن تلك الفتاة بالفعل واحده من ذالك القطيع الذي لاحول له ولاقوة !!

الذي يأتي الذئب ليفترس منه مالذ وطاب ويذهب متبختراً بمشيته من غير أن يأتيه اي ضـرر !!
خرج عادل من المسجد وهو يشعر بضيق !! عندما تذكر أن في بيته ثلاث من الاناث التي لم تتزوج بعد .. وكان يرى كل الرجال في تلك اللحظة بجسـم إنـسـان ورأس ذئب حتى الشيخ الكبير العم صـالح كان ذئب كـهل !!

فماذا عسـاه أن يفعل ليحمي أخواته الثلاث من شـر الذئب المفترس !!
لم يتحير كثيراً توجه الى أحدى التسجلات الاسـلاميه ليحضر مجموعة من الاشرطه التي تتناول موضوع مثل هذه المواضيع وما اكثرها !! ..
اختار منها أربعاً وعشـوائياً أخذ احداها ليستمع اليه في سـيارته !! كان الشيخ يذكر قصص تشيب شـعر الراس من هولها فتاة تتعرض لكل هذا من ذئب لايحدث له اي شي ! مجرد أنه ينتقل الى ضحية أخرى !!
أكمل ذالك الشـريط وأخذه هو والبقيه ليعطيه لاخواته !
لم تتقبل الاخت الكبرى الوضع وبينت انزعاجها من هذا مثل هذه التصـرفات فـ هي لم تصدر منها اي تصـرفات ! تجبر أخيها الاكبـر يفعل مثل هذا الفـعل !
ايدتها أختاها لاخرتين وأتخذتا نفس الموقف ..
لتصـرخ الاصـغر قائله :أن مثل هذه الاشـرط يجب أن تهدى للاخ خـالد فهـو الذي يعرف كل بنت على هذه الكره الارضيه ولم يكتفي بذالك بل أنه صـار بكل بجاحه يتحدث عن علاقاته ومغامراته العاطفيه امامنا
لم يتماكل عـادل نفسه ليصـرخ بها بأن خالد ولد (عيبه بجيبه والولد مايعيبه شـي ) بس أنت بنت ! وخالد بيكبر وبيعقـل وخلاص !!

بعصبيه يأمر عـادل اخواته بمغـادرة المكـان ماعدا الاكـبر منهن .. يتنفس بعمق وينزل رأسه في محاوله لاخـفـاء نظرات بائس ..
يتكلم معها ويقول : أنت الاكبر لابد أن تكوني الاعقـل لابد أن تعينيني على تربية أختاك وسط هذه الظروففبعد وفاة والدنا المسؤليه زادة جداً بحكم انني الاكـبر فما المانع من أن تمدي يد الـعون في المـساعده !
تاثرت هي بمنظر أخوها الذي بدا يائساً عابساً لم تستطع الكلام .. وتركت له المجال بالتعبير والتكلم ..
قاطعته قائله ولكن خلود صدقت في كلامها فـ خالد لابد أن ينظر الى أمره !!
قال : خـالد شاب وضعه يختلف ثم غـادر الغرفه ..

مازال كلام خلود عن أخيها خالد يرن في وسط ذاكرته .. فلابد من أن يتخذ موقفاً في التعامل مع مثل هذا الموقف ..
قرر عادل ان يتحدث الى أخيه خالد .. جمع أفكــاره وذهب اليه .. كـان يسير كمن يسير بالطين .. يشعر أن قدمه قد امتزجت بالارض وأنه لايستطيع أن يرفعها بسهـوله.. وما أن وصل لغرفة خالد الا ويشعر بارهاق كبير
طرقات على الباب .. ليأذن له خالد بالدخـول ..

عـادل بعد التحيه والسؤال عن الحـال بصوت مرتبك محرج بالكـاد يسطتع أن يسمعه خـالد قال : خالد ثم التزم الصمت

نظر خالد إلى أخيه عــادل نظرات يملؤهـا الاستفام والتعجل .. هز راسه بطريقه يريد أن يحث فيها عـادل على الكلام .. ثم قال : نعم ,, ماذا تريد؟؟

بتردد قال : من الصعب علي أنا كـ رجل أن اهتم باخواتي بالتربيه الصحيحه ولكن خوفي عليهن يقتلني فمهما كـان هناك مسـاحه من عالمهن أجهلها ! أريدك أن تعينيي !

قال خالد بغصب : كلامك لا يريح .. ماذا هناك .. كان يترقب الاجـابه من عـادل بكل إندفاع !!

قال عـادل : لا . ولكني لا أريد أن يحدث أي شــي وأريدك أن تساعدني ..

قال خالد بعدما تنفس بأرتياح : اساعدك كيف !

رد : بـإن تترك ماتفعله الان .. فلـقد كبرت على مثل هذه المهازل !

ضحك خالد بسـخريه وقال : ماذا تريد مني أن أترك !

قال عادل بستحياء : مكالماتك العاطفيه ومغامراتك العاطفيه وقصص الحب و ...
قاطعته ضحك من خالد .. علت لدرجه مثيره لاعصـاب عـادل
ليكمل : مابك ؟!
ليجبه بصـوت يخترق تلك الضحكات .. لاشيء لاشيء!! ولكن أي حب ! ليعود ويضحك من جديد ثم يأخذ نفس عميق ويقول .. ما أقوم به الان مجرد تسـليه وأضاعه لوقت يملئه الفـراغ وملئ لـفراغ ضـائع !

قال عادل بخوف: ولكن ألا تخاف على أخواتك !!

اقترب خالد من عــادل وهمس بحزم .. أخبرني الموضوع الذي تتكلم عنه يخصـني أو يخص احدى أخواتي وتلك مقدمه !! لا أحب هذا النوع من المقدمات !!

ابتعد عــادل بوجهه قليلاً وقال : لا لا الموضوع يخصك أنت ! قال خـالد بستنكـار وما دخل أخواتي إذاً بالموضوع !
أحتار عـادل قبل أن يجيب ثم قـال ولكنك بمثابه القدوه !! أخاف على أخواتك من أي يتأثرن بك !

ضحك خـالد مره أخرى بطريقى جنونيه مفتعله قم قال : أنـا ولد .. وهن بنات !! فيه فـرق ! وأنـا عادي افعل ما اريد وهن لا ! أكمــل ضحكه خبيثه ثم قـال أعتقد أن أخواتي يستطعن التفريق بيني وبينهن بالمـوضوع هذا
ثم من من شـبـاب هذا الوقتـ لايخـوض مثل تلك التجارب؟ ..

قال عـادل وأنا .. نسيتني ضمن قائمه الشـباب التي تكلمت عنها .. وأمثالي كثير !

قال خـالد : أنت لك ظروف خاصه فـ بعد وفاة والدينا رحمهم الله تحملت كـامل المسـؤليه ! لم تعش مراهقته ومرحله شـبابك كما يجب وعندما تكبر لتبلغ الاربعين سـوف تخوض تلك التجارب !! ولكن ستكون معيبه بحقك أكثر بحكم السن !استرسـل خالد بالكـلام وقال : أنت كـ شاب لن تخسـر أي شي .. لو كنت فتاة لاختلف الوضع .. قاطع أحرفه بضحكه ثم قال : تستطيع أن تفعل كل هذا بسريه دون أن تهتز صـورتك أمام النــاس !! انا لايهمني أحد ,, ونظر له نظره اربكت كيان عادل

قال عادل بنوع من العصبيه : ماهذا الكــلام .. أنا افعل مثل تلك التصـرفات لا أظن ذلك .. عموماً الكلام معاك مضيعه للوقـتـ !

خرج عادل وهو يتذكر كلام خالد حرف حرف وكلمة كلمه .. سـاعه يأخذه على محمل الجد ويفكر فيه وأخرى ينظر له بمنظور أنه كلام مراهق لم يعرف الحيـاة جيداً .. وسط سـرحان عادل بتلك الافكـار .. قاطعته ضحكت مجموعه من أصدقائه
الذين كان جالساً معهم .. التفت بذهـول ليكتشف المجـهـول !
كانت تعلقياتهم تنصـب على واحد منهم بخصـوص ذالك الموضوع ,,
مـرت الايــام ونسـي عـادل ذالك الكــلام .. وبعد مده وفي السـاعه 8 صباحاً كان هـو فقط لا أحد سـواه في المنزل .. ازعجه صـوت رنين أحدى هواتف أخيه خالد الذي مازال يصـرخ بستمرار ..مابين صـوت اتصال وصـوت استقبال رساله جديده
استنكر الوضــع ! وخاف على منهم خارج المنزل .. سـارع الى ذالك الهاتف وقـرى أحدى الرسـائل الوارده ثم تبعها بـ البقيه ..
وعندما رن للمره المئه بعد الالف قرر أن يجب .. كان هناك صـوت فتاة طفولي عذب .. تكلمت تلك الفتاة بسـرعه عن احتياجها وحبها لـ خالد وأن مافعلته كان طيش فقط !
وبعد أن تقبل عادل الصدمه .. صدمها أنه ليس بـ خالد أنما اخيه عـادل !
لم تترد تلك الفتاة في الحديث معه عن خالد ومايفعله بـ قلبها !! وأنها تريد منه أن يكـون وسيط بينهما .. طالت المكالمه ألا أن ارتفع صـوت اذان الظـهر .. استغرب خالد كيف استطاعت السـاعه أن تركض من الـ 8 حتى الظهر هكذا
بينما كـان انتقالها من السـاعه السـابعه حتى الثامنه ! بطيئ وممل وكئيب !! استأذنها للـصلاة ! وعندما عــاد كان هناك شـي داخلي يأمره بأن يعاود الاتصـال بتلك الفتاة لكنه شـعر بخجل من الفـكره نفسها !!



وهـو يصـارع تلك الافكـار في رأسـه ,, يقاطعه صـوت رنين الهاتف من جديد .. يرد بلهفه ليـكمل يومه من تلك الفتاة .. أحاديث عن هموم ومشـاكل كلا الطرفين .. نسيا أن خالد الذي لم يهتم لهذا الفتاة له علاقة بالموضوع !
تعود عليها كل يـوم وتعلم أن يحكي لها كل حدث !! شـاركته بلحظات عاطفيه خاصه .. بعد عدة أشـهـر تنقطع بدون سـابق انذار ..
اصبح عـادل كـ المجنون !! كـ مدمن أعتاد على تلك السـموم !
لم يتحمل الـوضع فذهب إلى خـالد الذي أخبره أن مثل هذه الامـور تحدث كثيراً وان أي بنت تستطيع أن تحل مكأن الاخـرى بكل سـهوله
لم يصـدق عادل هذا الكـلام الا بعد أن أنجرف في هذا الـعـالم ..



مـرت الايـام وأنهى عـادل كل علاقاته لانه يـريد أن يتزوج .. تزوج عـادل من لمـى .. أحبها وأحبته كثيراً .. عاش أروع لحظـات عمره معها .. ماكان بينهم من حب وولع ولهفه وشـوق .. لايوصـفـ

وكـ ثمرة أولى لهذا الزواج ,, حـل سـامي ضيفاً لهذا البيت السعـيد .. ولكن رغم فرح عـادل فيه الا أن بوادر قدومه لم تكن تعجب عادل كثيراً ..
كان كثيراً مايريد أن يعيد لحظـات رومنسيته مع لمى .. لكن لمـى كانت أحياناً تعبه من الحمـل في أوقـات لاتتجاوب معه بسبب تعبها .. تحمل عادل تلك الايـام !

ولكـن بعد ولادة سـامي زاد الامـر سـؤاً فمسـؤليه لمى في تزايد مسـتمر !
أردا عادل كما أردات لمى أن يعيدا تلك الايـام الماضيه .. لكن للظـروف أحكام !

حـاولت لمى جاهده أن توافق مابين مسـؤليه البيت والضيف الجديد وحقوق زوجها .. تعبت من الامـر !
كأن عـادل كثيراً مايطلب منها أن تكـون معه عاطفيه .. حـنونه .. رقيقه .. كما في الامــس .. ولكن يعوقها تعب أبنها سامي في لحظات و تعبها هي من الحـمل في لحظـات أخرى !!

في كل مره كأن عادل يطلب من لمى لحظه عـاطفيه بأن يقول لها كلام حب أو غيره لاتبادره بما يحب !! يتذكر تلك الايام المـاضيه ..
ايام ماكانت سـاره ونوال وسـهى وعبير .. وغيرهن الكثير .. يتسابقن لقول عذب الكلام وأحلى جمل الحب والغزل !
في كل مره يتذكر تلك اللحظــات العاطفيه يشـعر بالضعف يتسأل هل مازالت عبير كما كانت تحبني وهو يعلم يقين أن عبير ليست له وحده كما هي ريم والهام وافنان !!

يتعوذ من الشيطـان يذهب ويتوضـا ليصلي .. فهو متزوج الان .. ولم يعد كـ السابق !!
ترادوه تلك الفكره في كل مـره يريد أن يعيش لحظه عاطفه من لمـى .. تبعده عنها الظـروف ..
عندما حملت لمــى بأبنها الثاني .. كان الوضع صعباً جداً حيث اضطرت الى ترك البيت والجـلوس عند أهلها طوال فترة الحمـل وبعدها للولاده !!

كـان عـادل في تلك الفترة وحيد وما أن يتذكر لمى ويشتاق اليها حتى تتسابق أصـوات تلك الفتيات ! بكل عبارات الحب والشـوق وكل تفاصيل اللحظـات العاطفيه ..
ليشـعر بمراره وتعب نفسي .. لايرد أن يخون حبيبته لمى !! ولا يريد أن يخـون مبادئه !!
من الصعب أن يعيش على صــدى علاقات أنتهت قبل سنين !!

كـان عـادل يعلم يقينن أن تلك الفتاة التي ارتبط بها بعلاقه سابقاً كانت في وقت تلك المكالمه تفرغ نفسها له هـو فقط دون اي ارتباط ولامسـؤليات !
لذلك كأنت تقابله بالعاطفه كل ما اراد !!

كانت تلك الافكــار بمثابه منشـار ضخم يمزق دمــاغ عـادل الى أجزاء متفرقه تنتشر في الارجـاء بعد ان يتناثر الدم ليملاء جثته الباليه
كانت أيضاً بمثابه حبـل غليظ يلتف حـول رقبته يخنقه لدرجــة الموت ..
أو كأيدي تمتد الى جـوفه لتخرج احشائه الى الخـارج .. لتقوم الشمس على تجفيفها ...
الم نفسي أثر على صحة عـادل الوفي,,

لم يتحمل ذهب الى خـالد يطلب عونه .. رد خالد أنه يمر بنفس الحـاله لكن وفـائه أقل فلم يحتمل وأضطر ان يعيد المـاضي ..
كـان خالد يقول: مادامت زوجتك لا تعلم فلـن تجرح مشـاعرها بذلك .. التزم السـريه .. كما استطعت بالسـابق أن تخفي عن الكل تجاربك تستطيع الان .
لم يتحمل عادل كلام أخيه خالد

فـ لمى زوجته .. لم تقصـر معه في يـوم ..
يقدر أن لمـى بشـر وأن لها قدر من الطـاقه لا تستطيع تجاوزها ..
يتذكـر كيف تصـبر لمـى عندما يـعود من يـوم علم شـاق ملل لايتحمل أن يتكلم أو يـرد السـلام ..
وكيف أن لمـى تقابله بأبتسـامه مهما كــان ..
يتسأل .. أن سـيكون الوضوع عـادي بالنسـبه لي لو أن لمــى لجأت لغيري بحجة أنني في أحيان أكـون بمزاج سيء !
لا أعتقد أن لمـى سـتفعل هذا !!
رغــم تعبها ورغم أنشـغالها الا أنه يـرى ماتقـوم به مرضي جداً , لكنه يريد المزيد ..
مازال يحمل تلك الافكــار بغصب ..

تذكــر ماتربي عليه .. كيف أن الولد يخرج من تلك الجريمه .. بدون اي ضـرر ..
من قال هذا الكـلام .. كم يشعـر بالغثيان عندما يتذكر وعضة الشيخ .. يريد أن يقول له أن ذئب ولكن خرج بأكبر الخسـائر..
صحيح أن وضع الفتـاة وسمعتها تختلف عن الرجل بمجتمع ذكـوري ولكن ,,
لماذا يصـر المجتمع على أن يزرع أفكــار خطـاء عند كــل شــاب !!
تأثرت كثيراً بتلك العبـارات .. لكنني صـرت أكرهها
فأنا رجل لي مشـاعري وأحاسيسي .

كم كرهـ تلك العباره التي تقول الولد عيبه بجيبه .. تلك العباره وأمثالها من دفعه لهذا الطـريق ..

...:::...


تربى الكثـير من أبنائنا يسمـع الولد عيبه بجيبه
الولد مايعيبه شـي ..
ولد عــادي يكبر ويعــقل !
يتقبل الاهـل بكل بسطاه ارتباط ولدهم بـ فتاة .. ولو كان العكـس لقامة قيامتها !
تقلب في محطات التلفزيون لتجد داعيه ناصـح يبين شـر الذائاب على القطيع ..
دكـتور نفسي يتكلم وأخر اجتماعي ..
علاقة الفتاة بالشـاب والضيحه فتاة !!
دون ان يحس هذا الشـاب أن ضـرر هذه العلاقه ممكن أن يتبعه !!
بدون قصـد يدفع المجتمع الشـاب لمثل هذه التصـرفات ..
وبعد ذالك يدفـع الشـاب هذه الضـريبه .. عندما تتأثر حياته بالمستقبل ..
فـ فعل مثل هذا الفـعل يترك تراكمات .. تؤثر في حياته أجباراً الا من رحم ربي
دقه بدقه ! كـ يتطرق لهذا الموضوع .. وقد يرد .. ماذنب أختي أو ابنتي لتحمل مافعلت !!
ولكن هل فكـر كل شـاب بمستقبله .. ماذا لو حصـل له ماحصـل لعادل؟
ماذا لو خيـرت بين خيانة زوجتك وحيانت مبادئك !
أو تعبك بين صـرخات المــاضي ..
باقي الكلام أدعـه لكم ؟.


....وكأن شـيئاً لم يكن !!


الساعه الخامسة عصراً .. والشمس رائـعة بخجلها بين السحب .. لم يكن الجو حاراً بكل كان معتدلاً ومع ذالك لامــانع من وجود بعض الهواء البارد ..
جلست على ذالك الكرسي المغطى بالجلد الاسود ووضعت حقيبتها السوداء المصنوعه من الجلد ايضاً على فخذيها قامت الدكتوره بتقليب مجموعة من الاوراق يضمها ملف ابيض اللون . وبعدما انتهت ابتسمت بكل برود وقالت أهلاً يا.. خطفت نظره للملف بسرعة ثم أكملت يا.. مضاوي ! واجهة الطبيبه المصريه صعوبه في نطق هذا الاسم ثم قالت: مضاوي إسم جميل ايه معناه ؟!
قالت مضاوي : معناه من النور يعني الضي يعني .. بالضبط تصدقين ما ادري ..!! .. رفعت مضاوي الحجاب الاسـود الذي كانت تلف به خصل شـعرها الذهبية اللون لم تكن ذهبية اللون بالاصل انما هو بتأثير بعض من المواد الكيميائيه !
نثرت مضاوي شعرها بيديها ثم نظرت الى الطبيبه القابعه خلف مكتب خشبي نوعاً ماء يضم صـوره لفتاة صغيره وصورة اخرى لعائله يبدو انها الطبيبه وابنتها وزوجها !
قالت مضاوي : الحلوه هذي بنتك !؟
ردت الطبيبه : دي ايوا دي سمر ! بنتي
ابتسمت مضاوي وقالت : ربي يخليها لك .. قمر ربي يحرسـها !!
وجدت الطبيبه ان هذا مدخل رائـع ثم قالت : انا شوفت في الكشف انك متزوجه انتِ عندك أولاد ؟
قالت : ايوا محمد .. وياسر !!
قالت الطبيبه: ماشاء الله ربي يخليهم لك !
هدوء لـ ثاواني يعم المكــان ..نوع من الصمت الغير مرحب به .. تقوم الطبيبه من مكانها ثم تقف مضـاوي ..
تطلب الطبيبه من مضـاوي أن تأتي معها هناك في تلك الزاويه سرير ابيض بجانبه كرسي ! جلست الطبيبه على ذالك الكرسي .. ثم مسحت بيدها على ذالك الغطاء الابيض
ثم طلبت من مضاوي أن تأتي لترتاح هنا
وقفت مضـاوي بجانب ذالك السرير ثم نزعت ذالك المعطف الاسود المقارب للعبائه لايمكن أن اقول أنه عبائه .. ثم نزلت من قدميها صندل اسود يلف قدمها البيضـاء !!
في البدايه جلست على طرف ذالك السرير فقط ثم قالت للطبيبه : والله احس اني بفلم مو مصدقه,, ثم ضحكت بخجل !
قالت الطبيبه : الامر طبيعي والافلام كثير تمثل الواقع ! انتِ اكثر الافلام الي تشدك ايه ؟!
تنفست مضاوي بعمق ثم نظرت الى الطبيبه وقالت هذا من ضمن الجلسه !!
قالت الطبيبه : لا مجرد كلام !!
قالت مضاوي : عادي اي فلم ما احب احصر نفسي بأفلام معينه بس مع احترامي للسينما المصريه ما احب اتابعها !
قالت الطبيبه : ليه الافلام المصريه حلوهـ وتجسد واقعنا كـ عرب أكثر من الغير !
قالت مضاوي بتهكم : عرب !! يمكن تمثل واقع مصـر ؟! بس !
قالت الطبيبه : تقريباً احنا كـ عرب بتنفق على اشياء كثير !!
ضحكت مضـاوي وقالت : لا بنختلف في اشياء كثير !!!!!!!!!!!
هنا على جو الحوار صـوت غريب لم يكن موجود من قبل .... إرتفع صـوت محمد عبده يقول :
اضوي وامسي ضحكتك يامضاوي وامد لك في ليلة العمر يمناني ..
تحركت الطبيبه لتجلب الحقيبه لـ مضاوي وكان يبدو على الطبيبه نوع من الانزعاج !! أخذت مضاوي الجوال واغلقته وقالت اسفه هذا زوجي ياسر .. قالت الطبيبه :كان رديتي عليه !!!!!!!
مضاوي : لا خلاص كلها ساعتين واشوفه .. الطبيبه تقاطع كلام مضـاوي : ياسر !! انتِ ابنك أو زوجك ياسر !!!
قالت مضاوي بإرتباك .. لا اقصد عبدالله شكل العيال أخذين تفكيري شفتي شـلون .. لم يفت إرتباك مضاوي على الطبيبه ثم قالت تحملين لـ ياسر صوه ! قلبت مضاوي بجوالها سريعاً
لتمده لـ الطبيبه وهي تبتسم وتقول هذا الشقي ياسر !! قبلت الشاشه ثم مدته اليها إستأذنت الطبيبه مضاوي في أن تقلب جوالها لترى الصور..هزت راسها بالايجاب ثم أسندت بجسمها على السرير !! بعد ثواني قالت الطبيبه : كل الصـور لـ ياسر اذكر انك قلتي أن لديكِ ابن أخر؟؟ قالت مضاوي نعم محمد !!
قالت : كم عمره ؟
مضاوي : سبع سنوات .. تسمعين محمد عبده؟
الطبيبه: لا مش كثير بس بعرف الاماكن ؟؟
مضاوي : محمد عبده له اغنيه تقول .. الله يمسيك بالخير قولي وش علومك ؟؟ من مده ماجاني خبر أيش سـوى معاك السفر !! وأنت في اي ارض الله تعيش .. ماودعت عيني الفرقى من يوم فرقاك
الله يجيبك بالسلامه وتسلم لي .. هناك غاب صـوت مضاوي قليلاً وتغيرت نبرته .. ثم هربت دمعة بسيطه بين عينيها .. وابتسمت
الطبيبه : ياسلااام كل ده لـ عبدالله !!
مضاوي : تضحك بإستخفاف نعم عبدالله .. الا ايش أكثر اغنيه تعجبك لـ .. اي اغنيه ؟!
جلست الطبيبه بوضـع تكون مقابله لـ مضاوي ثم قالت تسمعين لـ أم كلثوم ؟!
مضاوي : انااسمع كل شـي ؟؟!
الطبيبه : الاغنيه الي تقول .. انساك دا كلام انساك ياسلام ... اهودا الي مش ممكن أبداً ولا افكر فيه ابداً ..
مضاوي: ياليت ننســى .. دا مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك ابداً ابداً .. دكتوره هناء .. النسيان نعمه أحسن ننسـى ..
هناء: تحبي تنسي ايه؟؟
مضاوي : كل شي كل شي كل شي قالتها وكل مره تختلف وتيرة صوتها ..
هناء: مضاوي .. طيب ايه اكتر حاجه تحبي تنسيها ؟؟
مضـاوي: أنا ؟ ايوا انا من أكــون ؟ وليه جيت ؟ وليه صـاروا وليه صرت ؟؟
هنــاء: من الي صــاروا ؟؟
مضاوي: هُم وصــاروا هَـم.. تعرفين الفرق بينهم ؟؟ انا اقول لكــ ... هم .. زحمة وناس وعالم وأجناس وأنا والهم .. سيرة غم .. نكد غربة الم .. آآهـ من الام والآآهـ
هناء: ايه اكثر حاجه بتألمك؟؟
تجلس مضـاوي على اسرير وبسرعه تحل أزرار قميصـها الابيض ثم تنظر الى الطبيبه وتأشـر بيدها اليمنى نحو موضــع القلب وتقول هذا !! شفتي هذا !! هذا البلا كله هذا الي السبب الي خلاني اجي هنا هذا السبب الي حرمني من العيشه الحلوه والهنا !! تدرين ودي أطلعه من جوفي واحرقــه أو اقول لك أقطعه أبهذله اذوقه كل أنواع العذاب ومايطاوعني وأخليه .. شفتي كيف اختار فيه !!
هناء: هدي يامضـاوي وقولي كل الي تحسينه موجود هناك تكلمي صدقيني بترتاحي
مضاوي: اقول ايه والا ايه اهو فيه شـي ينقال !!
هناء : قولي الي تحسين انه مشكلــه ايش أكبر مشـكله تواجهينها في حياتك !!
مضـاوي : قلت لك أني أنا .. أو لا مو أني أنا بغير الفكره وأقول أني أنا من خلقني الله أنثى صـرت مرسـى للعنــاء تفهميني يادكتوره هنا !!
هناء : بفهمك بس لو تكلمتي أكثر بفهمك أكثر ..
مضاوي : تدرين .. ثم تضحك مضـاوي وتكمل .. تدرين أكبر مشكله لي أني بنت سعوديه عفواً قصدي أمرأءه سـعويه !!
هناء : وفين المشكله هنا ؟!
مضـاوي : كل النــاس تتكلم عنا تناقش امورنا وحنــا ساكتين وبعد ضحكه .. تصدقين هالشـي واقع بس مو كثير لما جبت ولدي محمد أبوه سماه من غير مايشاورني وهو واعدني بأسميه على عمي الي مــات وعدته كان ماعنده لا عيال ولابنات ! مدري وش طرى هالسالفه على بالي ..
هناء : هو ليه سـماه محمد !
مضـاوي : يمكن على ابوه أو ولد أخوه أو ولد أخوه أو ولد عمه !! عـاده جرت بس !
هناء : وياســر !؟
مضـاوي : وش فيه يــاسر .. !!
هناء: من الي سمــاه ؟
مضــاوي : أنا ..
هناء : على اسم عمك .. ؟
مضــاوي : لالا!! تضحك بخبث .. مو على عمي الله يرحمه .. بس كنت مقهوره وبنتقم ..
هناء :تنتقمين ! كيف ؟وليه ؟
مضاوي : سميته على اسم حبي وقلبي وروحي .. لان زوجي مايستاهلني ولاقدرني !!
تنظر هناء الى مضـاوي بنظرات تحثها على متابعة كلامها !! تتنهد مضـاوي ثم تلم خصـلات شـعرها وترمي بنفسها على السرير وتقول :
اليوم بقول لك سـر خطير كان في حياتي محد قدر يعرفه !! كان يـاسر ! تصدقين كنت احبه واعشقه بس ماقدرت اتزوجه ! عشان كذا قلت لك تو بالغلط ياسر
هناء: ليه .؟!
مضاوي: ادري بتقولين خان ماعنده امان ! بقول لك أنا خنت بس انجبرت !! تصدقين .. تزوجت عبدالله من غير حب ولا اقتناع !! بس عشـان مايقولو عنست .. وعشـاني مستحيل اتزوج ياسر وكنت ابغاه ييأس مني
ويتزوج !! ابغاه يعيش حياته .. بعت روحي وبعت قلبي وخسـرته حياته وخسرت حياتي .. ادري اني غبيه !!
هنـاء: طيب ايه الي كان يمنع الزواج اذا كلكم تحبو بعض وعندكم أستعداد للزواج !!
مضـاوي: ماكان قد المقام !! لايروح بالك بعيد ولد أصل وفصل .. ثم تستدرك الموضوع وتقول يعني أبن عيله .. اصل في بلدي عندنا نظام القبائل والقبيلي ماياخذ الا القبيليه .. هو كان ابن عيله وقبيله ومعروفه بس كان .. موظف بسيط على قد حاله !! وما أقنع ابوي وعياله !!
هناء: طيب باباك بيعرف أنك بتحبيه !!
مضـاويبعد ضحكه هسيريه !! : يعرف ؟! لو يعرف ماشفتيني هنا قدامك الحين .. مو قلت لك فيه إختلاف بيننا يالعرب !
هناء: لا مافيش كثير .. حتى عندنا عوايل كثير محافظين ..
مضاوي: بس بنت السعوديه غير .. تصدقين لو يعرفون اني هنا وش بيصير !! بتصير قضيه وبتعرض على القنوات الاخباريه بس لاني سعوديه !!
تكمل مضاوي : لاتستغربين من جد اتكلم .. كل المحطات المصريه واللبنانيه بشكل عام العربيه اتحدى اذا ماتلاقي موضوع عننا .. بالمناسبه أنتِ تعرفي ليه البنت عندنا ماتقدر تسوق سياره !!
هناء: اتوقع يعني عشان عادات وتقاليد وحاجات زي كذا
تجلس مضاوي وتضحك بهستسريه : لا عشان تركب مع السايق ورا وتصير شخصيه مهمه وتضحك مره ثانيه وسط اندهاش الطبيبه التي لاتعي ماتقول .. وتكمل: فيه ناس عندنا يقولو ان احسن شي المرأه ماتسوق عشان تركب ورى زي الشخصيات المهمــه بجد سخافه .. ولهذا السبب تعقدت ما اركب مع زوجي عشان ما اركب قدام تكمل بضحكتها التي تنقطع عندما تضع رأسها على السرير وتقول
انا مع الي يقولون أن فيه خطر ع البنت أو الي يقولون زحمة .. بس تصدقين .. والا اقول لك مو هذا موضوعنــا
هناء: طيب ايش موضوعنــا ؟
مضاوي: ما ادري كنت اقول لك عن ياسر صح ؟
هناء : صح تحبي تتكلمين عنه ؟؟
مضاوي: فيها شي لو اقول اشتقت له .. فيها شي مو بيدي .. بتقولي أنتِ متزوجه بقول لك ماخنت زوجي !! بس اشتقت له .. تختم كلامها بدندنه خفيفه لاغنيه محمد عبده.. اقرب الناس..أنت يانظر عيني وابعد الناس انت وأنت في عيني .. منك أحلى محبه عاشها قلبي ومنك جرح الهوا ياماتلاعبي .. اقرب الناس انت وابعد الناس انت .. تبتسم بيأس ..
هناء: كلام جميل ... تقاطعها مضاوي:اغنيه لـ محمد عبده لازم تسمعين له بس على الله تفهمين .. ايوا تذكرت له اغنيه بعد... ابعتذر ... عن كل شيء ...
إلا الهوى .. ما للهوى عندي عذر ..ابعتذر .. عن أي شي .. إلا الجراح .. ما للجراح إلا الصبر .. برضوا اغنيه لمحمدعبده ...
هناء: طيب ماحاولتِ تنسين ياسر بعد الزواج من عبدالله ؟
مضاوي : حاولت حاولت حاولت .. قلت لك قلبي مو بيدي ... بس صدقيني ماخنت !! مافكرت أني ارجع له رغم اشتياقي مو عشـان زوجي عشـان ابوي !!
هناء: وايه دخل ابوك بالموضوع ؟
مضـاوي : ابوي راس مالي .. سمعتي من سمعته !! ما ابي انزل راسه عند الرجال لو بسويها سويتها قبل يوم اني بنت مراهقه ماينشره علي !!
هناء: طيب وعبدالله انسـان كويس؟
مضاوي: مااذكر أنه زعلني لان مافيه شـي بيني وبينه حملت بمحمد بعد شهرين من الزواج وبعدها خلاص صـارت حياتي روتينه ممله !! هو شغله واهله وربعه .. وانا عيالي وبيتي وكنت ادرس !! بس الحين ؟
هناء: ليه دراستك خلصتي أو ايه !
مضاوي: ايوا حصلت على البكالوريوس .. وبس وجلست بالبيت رغم أن طموحي أكبر من كذا كنت اتمنى أني أكمل وأخذ الماجستير .. بس ماقدرت
هناء: ايه الي معنك !!
مضاوي : ما اقدر اروح بعثه !! تصدقين ؟!
هناء: ليه يعني انتِ ماتقدري مادياً أو ماتقدري لان درجاتك مش كويسه ؟!
مضاوي: اخ لاتقهريني .. كلها متوفره لي المشكـله بالعقول الي عندي .زوجي يقول كافي البكالوريوس مطلوب والماجستير دلع !! وكمل جريمته وقتل كل أحلامي وأخواني كل واحد مرتبط بزوجته وبيته وأبوي تجارته !!
هناء: وزوجك ليه رفض ؟
مضـاوي: اسباب كثير وأهمها يقول هناك أختلاط !! ويقول مستحيل يترك شـغله يعني ويجي معاي !!
هناء : عذراً بس ما اعرفش النظام أنتو عندكم الست ماتسافرش الا براجل ؟
مضاوي : لا عادي اقدر اسـافر بس لازم موافقه ولي ألامر .. بس مشكله رافضين فكرت أني اروح وأسافر لحـالي كـأنوا اول مره اسافر فيها لـ حالي ... تضحك مضاوي بإندهاش وتندهش الطبيبه مع هذه الضحكه المفأجأه
وتكمل مضـاوي .. تخيلي الصيف الي راح .. سافرت أنا وعيالي محمد وياسر مع أخت زوجي وبناتها الي بالمتوسط لحالنا شـهرين في فرنسا أقصد اوربا !! هههههه مجتمع غريب !! ورجعنا ومحد أنتقدنا أو شـي
هناء: يعني زوجك سمح لك تسـافرين ؟!
مضـاوي: ايوا سمح والا كيف اسافر !! وكثير يسوون زيي تسـافر مع عيالها .. تضحك مضـاوي تصدقين دكتوره .. اول مره انتبه اني سافرت بدونه للسياحه عادي بس للدراسـه لا !
المشكــله انه يقول مو عندي المشــكله الناس وش بتقول تارك زوجته تدرس برى وهو هنا صعب !! بس للسياحه الناس ماتقول شـي وهذا الواقع !! ااه ذبحونا النــاس !
هناء: اها طبيعي اصل كل مجتمع وله طبيعته الخاصه .. ولازم نراعي الناس بالقدر المعقول
مضاوي : ايوا بالقدر المعقول .. بس مو أني اهدم بيتي وحياتي عشـان الناس !! يعني تصدقين ... مره كنت عند أهلي زعلانه وطالبه الطلاق وأمي تعرف اني ما احبه وتعرف ان بقلبي غيره بس حاولت تقنعني بالعكس
تدرين ليه ؟؟ لانها تقول ما ابي الناس يقولون أنك تطلقتي !! شفتي كيف الناس تتحكم بحياتنا !!
هناء: وأنتِ كنتِ زعلانه ليه ؟
تجلس مضاوي في وسط السرير بعد أن جمعت قدميها اليها وكانها في وضعيت الجنين ثم بدأت تهتز وتبكي !! كررت الطبيبه السـؤال !! ثم قـالت :الموضوع كبير لهذه الدرجــه !! ماتقدري تتكلمي فيه ؟
مضاوي : تذكرين لماقلت لك أبوي احبه وما ابي انزل راســه !! ابوي هدم حياتي .. تدخل مضـاوي بحالة بكـاء هستيريه !! تحاول الدكتوره أن تهدئها وبنفس الوقت تحاول أن تحثها على الكلام تقول مضـاوي
تعرفين لما تشوفين الدنيا كذا كلها قدام عيونك تنهار لما تحسين ان الارض الي تحتك أنخسفت !! وراحت باطن الارض لما تشوفين السماء لونها حمراء والمطر دم !! لما تشوفين الحمام غراب !! لما ..
تدرين متى تحسين بكل هذا .. لما تكتشفين أنك تعيشين بوهم !! بـ هم !! أبوي تدرين الشيخ الكبير .. تدرين .. صعب صعب !! ابوي دمر حياتي .. كله بسبب انه تبع نفسه هواء !!
تتلعثم الدكتوره وتحاول أن تستوعب الوضــع !!
مضاوي : بصوت يخرج بين انين الدموع !! لايروح بالك بعيد دكتوره !! لايروح بالك بعيد أبوي كان راعي علاقات بس !!
هناء: تقصدين بيعرف بنات؟؟ وأنتِ كيف عرفتي ؟
مضاوي: لاتستغربين كيف عرفت .. حظي .. عرفت لماقريت كل شـي في جواله الي نسـاه لما راح يصلي ..
ابي افهم مو الصلاة تنهى عن الفحشـاء والمنكر ليه يصلي ليه !! لا يصلي بس مو يصلي من هنا ويدور له معصيه من هنا !صعب يعني شـيخ ورجال كبير ومعروف بين الناس وكذا صعب صعب !! ماقدرت اتحمل أنهرت وماقدرت اتكلم لمين أقول لامي !! انا افهم شـعور الخيانه ما ابي اجرحها وأخواني ما ابي اهز صـورت ابوي بعيونه
صـرت اشوف الرجال كلهم خونه !! كلهم مجموعه ناس حقيره ماهما ألا تشبع رغباتها وبس !! مايهما اي شـي ..
صرت اشك بأي شـي يعني تعبت زياده على اني ما احبه ما اغار لا أشك !!
تصدقين .. فرق بين الشك والغيره .. كنت اغار على ياسر وللحين اغار ؟
هناء: تغارين ؟؟ الان؟؟
مضاوي : آآخ يتقطع قلبي اذا فكرت انه متزوج وعنده عيال ههه تدري اتخيله متزوج وعنده بنت ومسميها مضاوي هه مسميها علي واعدني هو بس تتوقعين زوجته توافق ؟
هنا: ياسر متزوج الان؟؟
مضاوي: ما ادري انقطعت اخباره .. ودي متزوج وسعيد ومبسوط بحياته .. وبنفس الوقت مابي احد ثاني غيري يكون له .. تعبت دكتوره تعبت أبي أرتــاح .. اقول لك شــي ؟!
هناء: خوذي راحتك قولي سـرك ببير !
مضـاوي: على طاري البير أنا شـربت بير ..
هناء: بير !! !!
مضـاوي بخجل : ايه بير زي ماينطقونها !! بير هنا بمصر وعندنا نقول خمر أو ندلعها بأسماء ثانيه بس هي بير .. أدري حرام ومايجوز !! بس هزمني الشيطان وطعته !!
هناء: طيب أنتِ بتعرفي أنها حرام استسلمتي ليه ؟؟ ايه السبب !!
مضـاوي : يمكن يروح بالك أني حصلتها عند زوجي وأخذت اشرب انتقام أو يمكن يروح بالك أني شفته يخونني وسويت كذا !! لا .. القهر اني بدبي شفت زوج صديقتي مع بنات !! مجموعة من البنات الرخصيات
وما احتملت وانهرت وسويت الي سويته بس تصدقين ندمت كثير على الي سويته .. ورحت من دبي لـ مكه ! وجلست ادعي ان ربي يغفر لي لاني غبيه استغربت ليه يشربون ما استفدت !! بس دكتوره اكتشتف
ليه الناس تسافر وأخر شـي تروح مكه .. تكفر عن خطاياه .. غريبين صـح نشوف الخطـاء ونعرف انه خطـاء ونسويه !! دكتوره ترا بجد تعبت برتاح خلاص ..
هناء: كل البشر تخطي حنا بشر مش ملائكه .. مافيها شـي بس لازم نرجع عن الخطـاء مانستمر ..
تمسك الطبيبه بجسم بيد مضـاوي وتلم يدها الاخرى حول جسمها وبهدوء تحاول أن تنزلها من السرير ولكن مضاوي تختار أن ترتاح قليلاً .. تنهض الدكتوره الى مكتبها الخشبي وفي طريقها تقف عند النافذه
ثم تقول لـ مضاوي تحبين الغروب ..؟!
مضـاوي : دكتوره ! شوفي ..
تلتفت الدكتوره وتشـاهد مضاوي قد رفعت كم قميصـها للاعلى .. وتمد يدها اليمنى .. أقتربت الطبيبه الى مضـاوي وأمسكت بيدها وتفحصتها وبدى لها الجرح واضح !!
قالت هناء : أنتِ عملتي كذا ليه ؟!
مضاوي: لاني مليت بس تصدقين خفت .. الموت يخوف أنا أجبن من أني أنتحر ...
هناء: وطيب ايه الي خلاك تفكري في كذا ..
مضاوي: كل الي قلت لك فووق والي ماقلته كثير .. المشكله ماكل مايعرف يقال ..
تقف مضـاوي وتلبس عبايتها وتلف شـعرها بجحابها الاسـود .. وتبتسم وتودع الطبيبه لتخرج الى المجتمع وكأن شـيئاً لم يكن !!

{.. مايصح الا الصحيح ؟! ..}


{... دخلت فاطمة غرفتها فرحه غير مصدقه لترتمي وسط أحضان سريرها المبعثرة وكأنها عاشقه تلم شتات البعد في روح حبيبها التقت بعشق وبشوق وسط برود يسود أجواء تلك الغرفة ,التي منع من دخول الشمس إليها ستائر خضراء اللون كان لجبروت الشمس عليها تأثيراً رائعاً منعكساً وسط أجواء تلك الغرفة .. ! أخذت فاطمة نفساً عميقاً وكأنها تلم الدنيا كلها وسط صدرها ثم أخرجته وكأنها تخرج بقايا وترسبات شـيء ما كان يزعجها !
لم يعطيها النوم والإرهاق وقت لتفكر في تعديل وضع نومها فنامت كما هي ولم تستطع الحراك أو الاستيقاظ حتى بعدما غربت الشمس وطغى سواد حالك في وسط أجواء غرفتها !
حتى أنار شـي وضع بمكان بعيد بصوت غريب ليبدد الظلام لتفتح عينيها بكسل وهي تنظر لهذا النور بملل بتعب برغبة بعرفة من المتصل !
وقفت ولكن المتصل لم يكن يتحلى بالصبر الكافي ليصبر حتى تستيقظ هي من نومها العميق ! بدد المتصل أحلام فاطمة .. ! وأيقظ قلبها المرهق .. لم تستطع الرد عليه ولكنها استيقظت ..
خرجت تبحث عن حياة جديدة فـ التعب هو أكثر شي تريد أن تنساه وكانت رغبتها الأولى هي الخروج من المنزل الذي دامت حبسته طوال مدة الدراسة في تلك السنة المشؤمه
ورغم القلق إلا أن للراحة بعد التعب طعماً أخر .. ! لم يكن القلق هو المسيطر على فاطمة فقط بل كان على كل أسرتها التي كانت تترقب بشوق تعب وجهد ابنتهم الكبرى !
لم يتحمل الأب أن تظهر تلك النتائج بشكل رسمي .. فاتصاله بابن عم قريب وسؤاله عن أمكانيه إعلامه بالنتيجة بأقرب وقت قد أفادهم بشكل ايجابي فـ معرفة فاطمة لنتيجتها الرائعة والمذهلة كان أروع خبر مر على هذه الأسرة ! ففاطمة تتفوق بنسبه تفوق 98 بكسور !! شيء متوقع من هذه الفتاة هذا ما قاله أبيها ! وهو يشعر بالفخر والاعتزاز !
لم يعرف الأب كيف يكافئ فاطمة على لحظات الفخر التي شعر بها ولكن شعر أن قرارها بدخول كلية الحاسب الآلي كفيل بإرشاده على هدية مناسبة لهذه الفتاة فشراء ذالك الحاسب المحمول المسمى "laptop" هو كفيل بإدخال الفرح والسرور على قلب فاطمة لتتمتع بخصوصية لم تكن تنعم بها وسط استخدامها للحاسب الذي يتوالى عليه إفراد العائلة مرهقينه بطلباتهم ألعجله ! المستمرة المفاجئة وكأنه آلة المستحيل ! وسرعان ما ينجلي هذا الاحترام لصفعه بعدة صفعات وكأنه ذالك الحمار ليسر وسط تلك الأراضي المتعرجة!

حل هذا الضيف الجديد ضيفاً جديداً في عالم فاطمة الخاص وكأنه مجموعة من العساكر تمردوا على الحكم وأحذو السلطة المطلقة لهذا العالم .. !
أصبحت أنوار هذه الشاشة المستطيلة هي محيط حياة فاطمة وكأنها بعيداً عنها ستصاب بالعمــى .. أصبح هذا العالم الافتراضي هو عالمها بلا افتراض .. وكان لصولات ألنت وجولاته بطولة محققه لها ولمجموعة من صديقاتها ممن هن في سنها ! لم يخلو مسنجر أحداهن من مجموعة من الشباب ولم تكن الجافا هنا إلا لأجل دخول عالم المحادثات ولكن لم يكن لصوت إي وجود في عالمهن
كان لوجودهن بشكل مجموعه داعماً لهن وإحساس بأنهن الأكثر قوه وسلطه وتفرغهن الأكثر لعالم ألنت جعل القوه أكبر .. كما كانت فاطمة بقراءاتها الغير كاملة فـهي فتاة من النوع الذي سرعان ما يمل ولا يكمل الكتب إلا ما ندر وهذه صفة غريبة في شخص محب للقراءة مثلها .. كان هذا مؤثراً على أسلوبها الكتابي التي ورثته عن والدها وذكاء النساء المميز الذي ورثته عن والدتها
كانت مميزه مثيره لإعجاب الشباب ونوعاً نادراً من الصيد يستحق العنـاء ! كانت هي تشعر بهذا التميز الذي ينشر في صدرها نوعاً من الغرور ولكن لا يتجاوز أضلعها ليعود من جديد مساحة خاليه
وبعودة الأيام المتعبة الغير محببة ودخول فاطمة لعالم الجد بأجواء الجامعة الجديدة التي لم تعتد عليها ! سحبها من بين تلك الأنوار لتعيش وسط حضور جم من الأوراق والكتب والمذكرات
ولكن كان لابد من بعض التنفس بحب وسط عالم ألنت ذالك ! لم تكن فاطمة لوحدها تعيش تلك المغامرات بل كانت مغامرات جماعية بمعنى الكلمة قد تخلو من كل شـي إلا الإثارة !
لم تكن سديم صديقة فاطمة هي الفتاة الوحيدة التي تعرفت على ياسر فذالك الشاب استطاع بأسلوب مميز وذكـاء خارق على أن يكون حواره مع تلك الفتيات حوار لا ينسى بسهوله

تحدث سديم إلى فاطمة عن ياسر ذاك وهي تريد أن تتحدث معه بأسلوب اشد تعقيداً وأسلوب مميز أكثر فأنتي يافاطمه خير من يفعل ذالك .. لم تتوقع فاطمه ان هذه اللعبه ستغير شيئاً ماء في مستقبلها لربما رفضت لو كانت تعلم ..
كان ياسر من النوع الذي يعشق ألاف النساء ويعاملهن بنفس القدر من الحب والشعور مع كل فتاة يعيش وكأنه قيس وهي ليلى وعندما يرتقي الحب يصبح هو روميو وهي جولييت !
داعبت فاطمة أزرار الكيبور بشقاوة فتاة قد ملئت عيناها بالتحدي فهي تريد أن تثبت أنها هي الأنثى التي تستطيع أن تفرض ذكائها وقوة حضورها على أي شـاب وحتى لو كان ياسر !! حدقت فاطمة بالشاشة بعيني صقر قد ركز في السمـاء ليهبط على فريسته التي رائها مسبقاً فتعبت من الجري حتى أصبحت نقطه سهله للالتقاط !!
لم تكتفي فاطمة برفعة حاجبها الأيمن مع تلك النظرات .. فداعب ازارير الكيبور بتعب وتركيز وكأنها ذالك الصقر فعلاً .. وهي ترد وتتابع حتى أصبحت تتنفس بصعوبة وبدا العرق ينزف منها ! وكأنها من ضمن هؤلاء الراقصات على أنغام الأغنيات المنبعثة من نفس هذا الجهاز !! وأخيرا أغمضت فاطمة عينيها ! وهي ترجع بتعب لتتكئ على تلك الطاولة ! وتتنفس بعمق !
أنهت فاطمه حديثها معه وسط تصفيق البنات لتلك الأنامل وذالك التركيز فهي من استطاعت أن تقتص منه لأنهن يعلمن أنه حبيب لهن جميعاً دون أن يعلم أو ربما لم يهتم أن هناك في القلب الحياة تختلف حيث يشعر الجار بجاره !بعالم لا يحترم وجود الجيرة في نفس المستوى من العواطف !

لم تنسى فاطمة ككل البنات تلك المحادثات بسهوله فذهبت هي لتعمل لها وجود باسم أخر في هذا العالم الذي يعيش بأسماء فقط ولم تخبر البقية .. استطاعت بذكائها البسيط وبخبرتها الأنثوية أن تجذب ذالك الياسر إليها أكثر وأكثر حتى استطاعت أن تضيفه إلى قائمه المتصلين لديها ! هو ..اختلف هو عن باقي الشباب فلا حديث للجنس ولا مجال للتعارف الصوتي وخلافه فـ مجالات أخرى هي التي كان يتطرق لها في وسط أجوائنا العاصفة .. شعرت بهيبة لهذا الغريب فدائماً تعودنا من لغة أحسامنا أن نطرد الأجسام الغريبة وهي لم تستطيع هذا الجسم فلجئة إلى الفطرة وهي التأقلم. تأقلمت مع غرابته ومع حبه ومازالت هي تعلم أنه مازال حبيب سديم وهديل ونوره ! وغيرهن ما خفي الكثير دون يعلمن أن فاطمة تشاركهن في ذالك القلب !
كانت فاطمة حذره جداً وكان الكل يسميها بـ "العاقله " فلم تتهور أبدا أو تتمادى مثل ما تفعل البعض منهن ! وشيئاً فشي ومع رتم الحياة الجامعية أصبح ياسر هو المنفذ الوحيد في هذا العالم دون أن تشعر !
لم تنتبه أنها في كل مره يسألها هل سأراك في الغد لتخبره نعم وبالوقت أنها ترتب جدولها على هذا الأساس !!
مرت سنه حتى ألان على لقاء فاطمة التي أسمت نفسها نهى اعتقاد منها أن هذا الاسم هو الأنسب وبعد سنه من تصريح ياسر لـ نهى بحبه العذري البريء لها أخبرها باسمه ومن يكون .
لم تكن فاطمة تتلقى هذا الخبر بشي من الأهمية بل كان مجرد اسم اعتقد أنه ملفق وأن خلفه شخصيه مختلفة فتره من الوقت حتى كانت تعتقد أن اسم ياسر ليس اسمه الحقيقي الذي ربما يكون حمد ! أو صالح ؟!
لم تهتم إلى تلك التفاصيل أبداً ولكن كان كل ما يهمها هو ذالك الشاب الذي تجلس تتكلم معه بالساعات عن ألامها وهموما وعن قضايا المجتمع وتشعر أنها بالجنة عندما تسمع من الأخريات أن فلان يطلب الرقم وأخر الصورة والأغبى من يطلب سماع الصوت للتأكد من كونك فتاة أم لا ؟!
لم تكن السنة الثانية كـ السنة الأولى خاليه من الأحداث تماماً.. فوجود ياسر في مقهى انترنت ووجود علامة الكام بجوار صورة العرض الخاصة به, جعلت الفضول يداعب عقل فاطمة لرؤية من تكون أيه الياسر ! لم تتخيل أنها بشغبها وبضغطها على ذالك الزر ستحدث أمر في حياتها. !
قبل ياسر بلامبالاة طلب فاطمه أو نهى ! ودقائق حتى ظهرت صورة شخص ملامحه غير غريبة على فاطمة ! ركزت أكثر وأكثر حتى استطاعت أن تربط فلان ال فلان ! نظرت إلى الصورة مره أخرى ثم ألغت تلك الشاشة بسرعة. ! لم يفهم ياسر ما جرى لكنه فسر ذالك بدخول مفاجئ لأحد أفراد الاسره ! أسرعت هي ونظرت من الشبكات ثم عادت لتكمل بربكة ذالك الحديث وتنهيه بسرعة. متحججة بوالدتها التي طلبتها ! ذهبت إلى والدتها وأخبرتها أن ذالك الشاب الجيد الذي تتكلم معه عبر الانترنت هو ابن الجيران الذي يعيشون فوق منهم لم تصدق الأم الخبر .. وطلبت من فاطمة الابتعاد عنه فهذا القرب مخيف جداً لم ترضخ فاطمة لطب والدتها وحاولت اقناعاها انه لن ولم يعرفها ولا يمكن ذالك بسهوله
بعد كر وفر ونقاش طال ! رضيت الأم ببقاء فاطمة مع هذا الياسر الى اجل مسمى .. كانت الام تعلم تمام اليقين ان قضاء وقت الفراغ هذا سيتحول إلى إعجاب ثم حب وربما شي أخر لا سمح الله فقررت الأم أن تكون قرية من هذه الأحداث حتى لا يحصل مالا يحمد عقباه , و كانت تدعي الله بأن يبتعد ياسر عن فاطمه وترتاح ويطمئن قلبها ! ولكن لم يشأ الله سبحانه وتعالى ذالك ..
و رغم علم فاطمة بان ياسر لم يدخل قلبه احد بمفرده وأن كلامه المعسول أصبح للكل نصيب منه مثل تلك العينات المجانية التي توزع في المحلات كإعلان عن منتج ! ولكن ما هو هذا المنتج الذي كان ياسر يبحث عنه !! لم تطل السنوات حتى أفصح هو عن ما في داخله
أصبحت السنة الثانية بعد هذا تلك الحادثة بدون إحداث وبلا وقائع ! بل مجرد أحاديث ومناقشات بدأت تتحول إلى ساعات من الغزل والقبل فقط لا أكثر..
أثار حديث ياسر تلك الأنثى بفاطمة وأصبحت ترى أن هذا الرجل هو من يشعرها بهذا الشيء هو فقط ! لم يكن ياسر ذو أسلوب صريح وواضح في عرض أهدافه ورغباته أبدا بل كان متمكنا وذو نفس طويل
لم يكن يقول تلك الكلمة إلا ولها أهداف مستقبليه واضح له وجليه بينما تخفى عن قلب فاطمة التي قصر نظرها هذه المرة ..!
ربما بسبب شعور فاطمة بأن هذا الشخص قريب منهم وأنه يعيش هناك تحت تلك المنطقة التي تطأ عليها قدمها ! بشكل يومي
{..كانت أم ياسر امرأة عريبه وبالتحديد من المغرب العربي ولكن لها زمن طويل تعيش في هذه البلاد حتى اكتسب الكثير من طبائعهم ولهجاتهم .. وكانت أم فاطمة فتاة نجديه شاءت الأقدار بأن يكون رزق والدها في شـرق المملكة ليكتب لها الميلاد هناك ! وأن تتزوج من رجل نجدي الفكر والمولد والأصل والعيشة !! وتكون الرياض مكان ميلاد فاطمة .!
لم تكن أم ياسر مجرد صديقة أو جاره بل كـانت أكثر لام فاطمة التي تبادلها نفس الشعور ! كانت أم ياسر كثيراً ما تصعد الدرج لتصل إلى بيت أم فاطمة وكانت فاطمة قليلاً ما تجلس بوجودها .
ولكن ما حصل غير الكثير فاهتمام فاطمة بأم ياسر عند زيارتهم أثار القلق في نفس والدتها التي لم ترغب بهذا الشي ابداً .. كانت فاطمة تتعجب عندما تتكلم الام من حال ياسر ومعاملته لأخته بجفاء وأنه لا يريد أكمال دراسته وان كثير الجلوس بالمنزل دون عمل وربما كـان السهر والخروج في تلك الليالي مع أصحابه هو أكثر ما يقلقها بعد كثرة التدخين التي غالباً ما تذكرها وهي تتألم !
لم تكن أم ياسر تشتكي من ياسر فقط .. بل كانت تشتكي من بخل والده وتعامله الجاهلي معها ومع ابنها ! وانه رجل صعب بمعنى الكلمة .. مسكينة ام ياسر طيبه ولكن للظروف قسوتها

شعرت هنا فاطمة أن لها تأثير على ياسر أو كما يظهر لها هو بأنها تستطيع عمل بعض الإصلاح فـ طيبة والدته لا تحتاج تلك القسوة منه !.. كانت دائماً ما توصيه بالتعامل الطيب بها وبأخته التي لا تحبها بالواقع ! فهي محبوبته كما يقول وهي مستقبله ! ولكن أي مستقبل يأتي من عاطل ليس له هم سوى الانترنت !!
كانت الأقدار كذلك في خدمة هذا الشخص فأخوته من أبيه إخوته الكبـار قد تعبوا من وضعه بهذا الشكـل فواسطات كثيرة لن تضر في مجال أن يتم إصلاح القليل من ما افسد !! وكان لـ فاطمة أو نهى كما يعرفها
هو الأثر الأكبر والبالغ في نفس ياسر المحبة لها ! وضح ياسر أن هذا كل فقط من أجلها .. فرحت بالتأكيد لهذا الخبر ليرتاح قلب أم ياسر وبلاوعي لديها شعرت أن هذا سيشعرها بالأمان فوعد زواجه سيتحقق !كم كانت تفكر بسطحيه !

كان أكثر شـي يفرحها في هذا الموضوع أكثر من موضوع الأمان والزواج السابق ! هو أن تراه كل صباح خارجاً بعيني مغمضتين تقريباً وقد لف شماغة بشكل ممل على وجه ممسكاً بعقاله بيد وبمجموعه من الكتب بيده الأخرى ليرميها
بجواره على المقعد الآخر التي كانت بلاوعي تشعر ان هذا هو مكانها بعد بضع سنين ! ولكنها تتألم كثيراً عندما تراه بعد أن وضع عقاله على رأسه ورتب شكله يفسد كل هذا بتلك الاسطوانية الشكل التي تلامس شفتيه بحب فيقبلها بحرارة ويغمض عينيه ليحس بأنفاسها الحارقة ثم يداعبها بيديه بحب حتى يحرقها ليرميها من نافذة سيارته دون أن يلتفت إليها ! لا تعلم فاطمة لماذا كان هذا المشهد يخيفها جداً ..
لم تكن فاطمة بتلك الفتاة الساذجة بل على العكس فقد كانت فتاة مطلعه وتعلم أكثر مما تجهل كثيرة النصح للغير .. فدائماً عندما تسمع أحاديث البنات تخبرهم أين تكمن الخدعة التي وضعها هذا الشاب وبسهوله وكان الكل يلجئ لها ليتصرف بحسب ما تقول دون تفكير ! ولكن فاطمة لم تعلم ماذا أصابها ولماذا ياسر يشل تفكيرها !!
علاوة على أنها تعلم أن ياسر كثير العلاقة فهو رجل لا تكفيه أمراه واحده ! ومع تأكدها من هذا الشي إلا أنها كانت تتجاهله بالقصد و كأنها تستغبي ذالك العلم واليقين والإدراك لديها !
ورغم أن ياسر كان يخبرها انه سيخرج لموضوع ضروري جداً فأبناء أخيه المسافر بحاجه إليه فـ يخرج مسرعاً من برنامج المحادثة وبقلق لتجلس هي بجوار النافذة منتظرتاً خروجه لتراه , لتمر الساعة والأخرى تتبعهما الثالثة دون أن يخرج أو تتحرك سيارته حتى ! كانت تتألم جداً فهي التي أحبته بصدق ألان وتعلم أن هذا الشي يفزعها ويقلقها لماذا يلجئ لهذا الأسلوب معها


كانت تعلم من والدته انه هجر غرفته منذ زمن وأتجه إلى غرفة الطعام لديهم ليضع فيها ما استطاع من إغراض... ففراش بالأرض ممدد وسط مجموعة من الكراسي التي صفت فوق تلك الطاولة المستطيلة التي وضعت بجوار الجدار بعيداً عن ياسر ! فـ جهاز الاب توب وذالك التلفاز اذو العديد العديد من المحطات الفضائية ! ومجموعة من الأطباق الزجاجية التي ملئت بالرماد
عذراً تسمى طفاية حريق اقصد سجائر !! وأيضا مجموعة من الملابس التي وضعت بحقيبة سفر هذا ما كانت والدته تخبرها به و تشكتي منه !! يبدو أن ياسر لا يحب الاستقرار ابداً

كانت فاطمة تعلم عن ياسر الكثير الكثير ورغم كل هذا انصاعت لما يقول مصدقه مرغمة عقلها على القبول وكأنها أصبحت مدمنة لتك الأحاديث التي لا تخلو من الصدق !
كانت دائماً فاطمة ما تشعر بوجود أخرى غيرها ولكن ياسر حاول إقناعها بالعكس ورغم ذالك كان هذا الشعور هو المسيطر عليها فعدم صراحته معها و خاصة عندما يخبرها انه خرج لأمر ماء وسيذهب له ألان ! وهو لا يتحرك من مكانه ربما ! يجعلها تشعر بشعور صعب بمحاولة نكران هذا الكذب ببعض الحزن و لا يخلو هذا الشعور من الغيرة ! فتضرب أقدامها بقوة شديدة فوق رأسه


ليشعر ببعض الإزعاج على الأقل !! كانت تفعل تلك الحركة أيضا عندما تسمع صوت الباب مغلقاً بقوه وتنظر إليه بتلك المشية قد حضر من الخارج فتفتح برنامج المحادثة بانتظاره ولكن تمر الساعة الأخرى حتى يحضر متحججاً بأسباب عدة وما كان لها إلا أن تظهر التصديق وتحاول أن تنسى !!
لم أعلم بماذا كانت تفكر فاطمة فتلك الحقائق لديها كاملة ومع ذالك كانت مصره على تصديقه اهو غباء أم حبه أم رغبه ؟!؟!؟!

لم يكن ياسر ذو قلب برئي وحب عفيف بل كان كثيراً ما يداعب تلك الأنثى بأنامله المتسارعة على ضربات الكيبورد ! شيئاً فشيئاً ومع حلول السنة الرابعة لعلاقتهم أصبحت هي جسداً متاحاً له وأنثى تنتظره كـ رجل ! دون أن تشعر "هي" بذالك لقد انزلها خطوه خطوه حتى وقعت وسط رماله المتحركة لا مجال فيها للهرب إلا بقدرة ألاهية تسبقها أو تسببها الاراده ! التي يأمر بها الله سبحانه وتعالى . ورغم هذا كانت فاطمة فتاة ذو سمعه جيده جداً وسط الأجواء الجامعية فهي فتاة مجتهدة ولكل مجتهد نصيب ...
هاهو ألان ياسر يخبر "نهى" ذالك الخبر المؤسف الذي ربما لا يسمح له بالزواج منها مسكين ياسر سينكر قلبه وسيحرم من ما احل الله له فـ قلبه قد تعلق بـ "نهى " تماماً فهي ما كان يريد تماماً
ياسر بصعوبة بألم يعتذر من "نهى" انه "قد" لا يستطيع الزواج منها فأمه ليست سعوديه فـ جنسيتها المغربيه قد تكون لعنه تطارده طوال حياته ! تأثرت هي بالخبر الذي كانت تعرفه جيداً ولكن لا تدركه وتوقعت بالفعل أن هذا هو العائق الوحيد .. شعرت أن هذا سيسبب نقصاً في نظرته لنفسه ولكن حبها له لا يتحمل هذا فـ حاولت تهدئة قدر المستطاع ! وان هذا ليس بذنب ارتكبته
ذهبت هي لوالدتها غير مصدقه للخبر وغير مستوعبه أنها لم تدرك ذالك .. كم هي كثيره تلك الأشياء التي نعلمها و لا نستطيع أن ندركها ألا حينما نواجه بها مباشر !
استغربت الأم من استغرابها فهذا الشي معروف .. وأم ياسر ليست بغريبة عليها ! ولكن الأهم هو كيف أن يصل الموضوع للزواج وان هذا الارتباك التي تعيشه فاطمة غير مبرر

حاولت فاطمة أبنت أحد مديري البنوك الذي كان يملك راتب ضخم جداً.. بالاضافه لأنه استطاع وبشكل كبير توفير أنواع مختلفة من الدخل لأسرته وبشكل ربما تكون اكبر من ذالك العائد من راتبه
ورغم ذالك ورغم أنه أشهر إحدى عائلات نجد التي اشتهرت بالعلم والتجارة إلا انه فضل أن يعيش ببيت مستأجر وسط أحدى الإحياء الراقية فـ منزله في مدينة الخبر الذي بناه راضخا لرغبة زوجته بوجود مكان تستقر فيه عندما تذهب إلى أهلها هناك ! وأيضا تلك الأرض التي اشتراها بمدينة جده.. وتلك المخططات الموجودة برأسه فقط ليبدأ العمران تلك كانت كفيله
أن لا يهتم بالاستقرار هنا فـ خطته بالذهاب إلى جدة لوجود فرصة عمل أفضل له ولكن والدته التي كانت ترفض ذالك وربما كان ينتظر تلك اللحظة المناسبة ليعلن هجرته !
إقناع والدتها بأن زواجها شـي خاص وأن المجتمع ليس له علاقة بذالك وأن سعادتها مرتبطة مع هذا الشخص الذي لم يختر من تكون أماً له وربما كانت تحاول إقناع نفسها بصوت عالي !
سألت والدها ذات مساء سؤال ماذا لو تقدم لطلبي شخص أمه عربيه هل توافق؟ .. أجاب الأب أجابه محيرة وقال بحسب من يكون هو لم يسيء هذا إلى فلان فهو مهندس ومشهور ومتزوج من اكبر العائلات شعرت فاطمة هنا هي ببعض الرضا ولكنه أكمل .. ليسو كلهم كـ فلان ثم تمتم ببيت الشعر القائل إذا غامرت بشرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم !! هنا شعرت بالخوف مره أخرى
ولكــنها كما تعودت أن كل ما تريده تحصل عليه بالعزيمة والإصرار.. قررت أن تبدأ التغيير بياسر بقناعه أن هذا الياسر هو زوج المستقبل .. حاولت أن تزرع فيه الثقة والإيمان بالنفس والجد و المثابرة واعتبرت أن نجاحه في فصله الدراسي الأول هو رد على كل تلك المحاولات وهو تأكيد على أن هذا الياسر صادق ويريد الزواج منها ! ونسيت أن والدها كان يقول لها دائماً "دراستك لكي أنتي فقط نجاحك نجاح لذاتك وفشلك عائد عليك ايضاً لا احد مستفيد " .. ! ولكن ألصدفه الغريبة التي ربطت مابين وقت الكلام مع ياسر و"نهى" بهذا الموضوع أن تخطب ابنة خاله لها فتتصل لتخبرها وبعد المباركة تسال من هو ومن يكونون أخواله .. لم تسمع الرد لأنها شعرت بوقع هذا السؤال المؤلم لها
ولكنها بعد تفكير بدأت بقولها و فلانة ابنة فلان تزوجت من فلان ابن فلانة فـ هو زير نساء وسكير
والأخرى زوجها قد تزوج عليها رغم انه من اكبر العائلات أماً وأباً .. ليس للناس علاقة بسعادتي فأنا من أقرر !....

أيعقل أن احرم من ابسط حقوقي في الاختيار وكما هو معروف ينسب الابن لأباه !!
مرت الأيام الاخيره لـ فاطمة صعبه جداً في الجامعة فـ معروف أن أصعب الطريق آخره عندما ترى ما تجتهد إليه وتحس أن خطواتك ثقلت وطاقتك قد بدأت بالنفاذ !! لم تكن ترى ياسر كثيراً ولكن بعدها .. شعرت أن ياسر قد تغير
لم يكن ذالك الحنون كما في الماضي الذي كانت تشعر بالأمان معه فـ الشعور بالأمان هو ما تطلبه المرأة من الرجل أكثر من الحب بل هو الدرجة الأسمى للحب !!
بدأ قلب فاطمة يخبرها بوجود جارات بالقرب منها وسط قلبه لتنفي هي ذالك وتحاول أن تنسى !! ولكن أسلوبه المتغير جداً فلم يعد يتحمل أي كلمة من فاطمة إلا بدا بالصياح و العصبية
بأسلوب كتابي مثير فـ تثار هي الأخرى بعدما يتكلم عن شي يعلم هو مسبقاً انه يثيرها ويفزعها .. وبعد ذالك يقع كل اللوم عليها وينتهي بالاعتذار وتبادل القبلات ....!!
في أسبوع واحد كرر ياسر جمله أن هذا الوضع لا يطاق وانه يريد أن يبتعد وأن يرتاح وانه لاشي يجبره على الوجود في هذا الوضع سوا حبه لها ! وإلا سينسحب منها ويتعذر باللقاء بها !
لم تكن هي السبب في تلك الخلافات فـ طبيعة الحادة والعصبية المفرطة وكأنه بوعاء قد ضغط لينفجر في وجهها متناثراً بأشلاء تثير الرعب والحزن والألم على حاله في قلبها !!
كانت كلماته مؤلمه وقلبها مصراً على إخبارها بأن النهاية قد حلت وهي ترفض هذا الشعور الكئيب حاولت الإصلاح بكل ما استطاعت ولكن إصراره هو على هذا الوضع المتعب
وعلى تلك النقاشات الحادة ما جعل قلبها يصرخ وصارحته وأجابها بالنفي فهو يريدها ولكن هي لا تعلم أتصدق ما تقرا منه أم قلبها المسكين !!
تجاهلت كل شـي إلا قلبه وتبعت ماذا يقول.. وشعرت به يبتعد عنها بأسباب بعضها لامعقول !! كانت هي تترك الاتصال ألاسلكي مفتوحاً لتيمكن من الدخول عندما يخبرها انه لا يستطيع وكانت في بعض الأحيان تعلم أنه موجود بالفعل.. تنتظر وتنتظر وعندما لا تراه تغلق ذالك المنفذ باكيتاً بألم وتقول لربما كان بوضع سيئ لا يريد الكلام معي حتى لا يتعبني
كما كانت تخدع نفسها!! مسكين ذالك الإنسان الذي يتخذ قرار بنفسه ودون أن ينظر للآخرين ماذا يقولون ثم يشعر بفشله ولكن لقوة إيمانه بنفسه وباختياره يحاول التبرير والتبرير من يخدع يا ترى ؟
مر الشهر الأول بعد صراخ قلبها عليها بأنه سينسحب ولكن بهدوء فمثل هولاء يحبون أن يدخلون بهدوء ويذهبون بهدوء .. وكل هذا التعب اجبر فاطمة للبوح إلى أمها عن ما حصل
فـ وجوده وتحججه بأنه ذاهب أو عودته ثم بعد ساعات يخبرها انه عاد ألان قد زاد جداً جداً ..! وجوده معاها لم يصبح كما في السابق و كأنها مجرد جسد يرتاح له ! ويذهب بعد ذالك ..
مرات قليله هي التي ينتهي لقائها به دون عراك وشجار ! لم يكن يعتذر أبدا ونسي فن الاعتذار !! وكانت هي من تسامح باسم الحب !! كان دائماً يرفض الكلام معها بحجة الزعل الذي يحق له و لا يحق لها لتأتي هي من تتكلم !! دون شعور بأي شـي سوى الحب. الحب فقط !
مر الشهر الثاني وفي نهايته أعلن الوداع !! لم تتأثر فاطمة كثيراً لأنها وبلا وعي كانت تعي ذالك فأصبحت الصدمة أقل بقليل !! ولكن شعرت بإحراج وخيبة أمل كثيره فذالك هو الشخص الذي راهنت على قلبه وأصرت أنها قادرة على اتخاذ قرار سليم وأن رأيها للحياة مختلفة ! هو يحبها هي بعيداً عن كل شـي ! كم كان محرجاً أن تعلن لوالدتها أن كل ما كانت تراهن عليه
مجرد ضباب شي لا وجود له ليس كالهواء له فائدة لا بل عديم الفائدة شـي فاني بلا تاريخ ولا حضارة !
فاطمة بعد شهر من نكران ياسر لحبها ! في أصعب الظروف تخلى عنها عندما توفيت جدتها ! لم يكن حاضراً بالعزاء كما فعل أبيه أو أمه لعل فاطمة أخرى كانت تنتظره !
لم تفكر به فـ مصابها اكبر من أن تفكر بنذل مثله ! أسابيع ووالدها يحقق حلمه في جده وتقريباً بدأت الاسره تعلن هجرتها إلى هناك أما فاطمة كانت تستعد للذهاب مع عمها للدراسة في كاليفورنيا
بعيداً عن كل شـي سوا الحلم فقط .! بقلب قد مزقت عذريته تماماً باغتصاب قبيح جداً مؤلم لماذا لا يسن قانون يحمي القلب من هذا الاغتصاب الذي ربما يقع وقعه أكثر من غيره وأنه فعلياً تجربه لا علاج لها !! نسيت فاطمة كل شـي وجعلت النجاح فقط هو ما تسعى إليه !

أما ياسر بايميل أخر مع فاطمة أخرى أو ربما نهى يقول لها كلام الحب والغزل ويحاول أن يحصل منها على الشي الذي لم يحصل عليه من فاطمة وربما لهذا تخلى عنها !
ويداعبها بتلك الأشعار ليغرس في قلبها فرحة كاذبة وأمل مشتعل مبهج ولكنها مهلك ! وان لم تحترق أنت به فأنت متأثراً من دخانه الذي جاب أركان المكــان !!
تعود فاطمة إلى جده إلى بيت جديد لم تره حتى سوى ببعض الصور وتدخل غرفتها وتتذكر بإغراضها بعض المواقف التي حصلت مع ياسر تضحك فاطمة وتشعر بغباء شديد تقول : كيف اصدق من عرفت انه كاذب قبل أن اعرفه ! كيف اصدق من كان دليل إدانته بيدي .. لماذا أقنعت نفسي بان كل تلك الفتيات مجرد نزوة وأنا فقط ما يريد !
نسيت فاطمة أن النزوات قد تدوم لسنين عديدة !! ولكن مهما دامت تظل نزوة ! نسيت كل شـي وتذكرته هو وإرادته بشده ..هذا ما كان تفكيرها عليه في تلك الفترة تذكرت أم ياسر وحالها وتبتسم وهي تسال يا ترى من سيسمع لها شكواها وينصح ويخفف ومن سيسمع لتعليقاتها وخفت دمها العفوية.. كم اشتاق لكي يا أم ياسر !
سألت والدها بعد ذالك .. أبي .. ما رأيك بـ ياسر ابن فلان جارنا سابقاً؟! فـ هو قد خطب إحدى زميلاتي ولعلمها انه كان يسكن فوقاً منا سألتك ؟
نظر الأب إليها وهو ربما قد فهم أن ما بجوف ابنته اكبر من ذالك بكثير ! وقال لها : من الرائع انه لم يفكر بكي أنتي لأنني كنت سأرفضه ! .. ثم أكمل .. لا اعلم فـ رغم مواظبته على الصلاة معنا وعدم التدخين أمام والده إلا أن هؤلاء الأشخاص لا أحبهم .. يبدو أنه شخص لا يتحمل المسؤولية أبدا.. مدخن ! لا أرى في عينيه ذالك الصدق الذي يدفعني لأزوجه ابنتي !

ردت فاطمة ولكني سألتك بخصوص صديقتي : قال أجبت بصدق لأنني وضعتها ابنتي !
كم تمنت فاطمة أنها ورثة تلك النظرة المحللة لشخصيات الناس التي كان يتمتع بها والدها يالهذه الفراسة التي كانت تنقصني .. وهي تعلم أن ما كان لديها شي اكبر من فراسة وشعور وقرات نفس
مسكينة فاطمة ! سالت والدها وقالت : أبي ما رأيك بمن ينتظر بيضه من ديك ؟ ضحك والدها وقال وهو يعلم أن الديك لا يبيض ! قالت نعم قال غبي !
بالي غبـاء نزواتنا أكنت نزوة له أم كان هو نزوتن لي أنــا !! هاهي فاطمة ستعود إلى كاليفورنيا من جديد برفقة زوجها لتكمل ما بدأته هناك !!

تمت !